عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 09:31 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



كآبة(3)


spleen




ما أشبهني بملك لبلاد أمطارها كثيرة


غني ولكن عاجز


شاب ولكن عجوز مهدم


يكره انحناءات مؤدبيه


ويشعر بالملل من كلابه


كما من بقية الحيوانات


فلا الطريدة تستطيع أن تدخل إلى نفسه


المرح ولا العُقاب


ولا شعبه الذي يسقط ميتاً أمام شرفته


وحتى قصائد مهرّجه المفضل المضحكة


لم تعد قادرة على تسلية هذا المريض القاسي


فقد تحوّل سريره الموشّى إلى قبر


وسيدات الحاشية اللواتي يجدن كل لأمير جميلاً


لم يعدن قادرات على ابتداع زينة فاجرة


تنتزع الابتسامة من هذا الهيكل العظمي


والعالِم الذي يصنع له الذهب


عجز عن أن ينتزع من كيانه


هذا العنصر المتهدم


وحتى حمامات الدم التي انتقلت إلينا من الرومان


والتي يتذكرها الجبابرة في أواخر أيامهم


لم تستطع أن تعيد الدفء


إلى هذه الجثة الحمقاء


التي يسيل في شرايينها


بدلاً من الدم


ماء نهر النسيان العَفِن




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار


- - - - - -






كآبة(4)


spleen




عندما تنطبق السماء المكفهرّة


الثقيلة كالغطاء


على النفس الحزينة


فريسة السأم الطويل


وتل كلّ دائرة الأفق بذراعيها


وتصب عليها نهاراً قاتماً


أشد حزناً من الليالي


وعندما تتحول الأرض إلى سجن عَفِن


ويغدو الأمل وطواطاً


يضرب الجدران بجناحيه


ورأسه بالسقوف المتداعية


وعندما يرسل المطر خيوطه الهائلة


مقلداً بها قضبان سجن واسع


وينسج شعب أخرس


من العناكب الدنيئة


شباكه في تلافيف أدمغتنا


تفاجئنا دقات أجراس غاضبة


وتطلق نحو السماء عويلاً مخيفاً


عويل النفوس الهائمة بلا وطن


عندما تلجّ بالنواح والشكوى


وعندها تتتابع في نفسي أرتال متباطئة


من العربات الجنائزية


لا يتقدمها طبل ولا موسيقا


فالأمل يبكي مقهوراً


والقلق الفظيع المتجبّر


ينحني فوق رأسي ليغرس فيه


عَلمه الأسود





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)