عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2011, 07:53 PM
المشاركة 20
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل العشرون))
"جنون"
بقي ساري حبيس منزلهم الذي يقطن في وسط تلك الحارة الشعبية التي يملئوها القفر والألم والقهر.
فلم يكن يخرج ولا يذهب لأي مكان لاسيما زيارة صديقه حمدان له بين الفينة والآخرى أما والدته فقد فضلت أن تبقى في المنزل الجديد الذي إنتقلت فيه مع إبنها طلال.
ورغم محاولات حمدان في إخراج ساري من الأزمة التي كانت تعبر مهجته إلا أن جميع محاولاته بائت بالفشل.
فبدأ الإكتئاب يعبر حياة ساري بأقصى درجاته فهو يرى كل شيء قدر رحل أمامه بالاضافة إلى جلد الذات الذي كان يشعر به مع عدم إيجاده لوظيفة يستطيع أن يجد منها لقمة العيش بشكل مستمر,لاسيما عائلته التي وكأنها نسيت ماذا قدم لهم ساري إلا مروج التي كانت تذهب دائماً مع زوجها حمدان لترى ساري.
حتى أنه بدأ يخلق أشخاص ليس لهم وجود أو قد رحلوا مثل والده ومثل شخصيات سلبية تجعله يعيش صراع قوي بينه وبين نفسه.
وبدأ يتأمل ساري حاله يوماً بعد يوماً حتى فرغ صبره وقرر أن يضع الخيار الأخير للرائد ناصر.
في صباح اليوم التالي ذهب ساري إلى مكتب الرائد وسأله عن إذا وجد له عمل ولكن إجابة الرائد كانت واضحة إنه لاعمل في هذا الوقت وهنا جن جنون ساري وطلب من الرائد ناصر خدمة بأن يتركه يعمل في المجال القديم دون أن يضيق عليه الخناق وهنا فقط أشار الرائد لساري بالطرد من مكتبه تبسم ساري وخرج والألم يعصر مهجته.
عاد ساري لمنزله وأخذ يبحث عن عمل مع أحد التجار المخدرات في تحدي واضح وصريح مع الرائد ناصر.
وبالفعل وجد مكان له مع أحد التجار وإستطاع ساري في فترة وجيزة أن يصنع لنفسه مكان ممتاز بين هؤلاء.
وبدأت الشكوك تدخل قلب حمدان الذي يسمع عن صديقه ولكنه لم يصدق حتى إلتقى به وحاول أن يستفسر منه ولكن صمت ساري كان واضحاً بالإضافة إلى أن ساري كان يحاول تغيير الموضوع.
ومع تضييق النقاش من قبل حمدان إعترف ساري رغبة منه في الإنتقام من كل شيء.