عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2011, 07:52 PM
المشاركة 18
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الثامن عشر))
"الشيطان عاد"
بعد مرور 6 أشهر خرج ساري من المستشفى الذي بقي فيه ثلاثة أعوام وسته أشهر طريحاً للفراش.
خرج وكانه طفل حديث الولادة متعجباً وكأن الستة أشهر لم تكن كافية حتى يتفهم ويتسوعب الصدمات المتتالية,خرج ساري وعاد لمنزله الذي كان يعيش فيه منذ طفولته.
وبعد اسبوع ذهب ساري لصديقه حمدان بحثاً عن أمواله التي كان قد تركها مع حمدان,إلا أن حمدان أكد له بأنه تبرع بكل ريال إلى الجمعيات الخيرية,وخيم الصمت على تعابير ساري الذي لم يعير الموضوع أي إهتمام فالاموال ذهبت وما عساه أن يفعل.
ومن هنا بدأ ساري يبحث عن عمل له بعد أن باع حمدان المحل التجاري الذي أنشأه بعذر أنها نقود محرمة.
أخذت الأيام تجري وساري مازال يبحث بها عن عمل ولكن لاجدوى أبداً.
وفي إحدى الليالي وكعادتها المدينة تمطر بشكل غزير خرج ساري عند عتبة باب المنزل وهو يرى أحدهم يسير ويترنح يتخبط هنا وهناك,أمسك به ساري قبل أن يسقط وعندما نظر إليه ضحك الرجل وهو يشير إلى ساري أحد أكبر تجار المخدرات وأخذ بلعن ساري وشتمه وأنه السبب في كل ماحصل له من مصائب وأنه سبب تشتت عائلته وسبب طلاقه من زوجته.
ومن هنا مازال ساري يعاني من هذه المشكلة خصوصاً بعد أن تناول العسكر إسم ساري بعد عمليته الاخيرة على هيئة مشتبه به.
ولكن مازال ساري يهرب من الماضي بشكل قطعي ويبحث عن عمل يكسب به رزقه بالحلال.
فعندما يتقدم عند أي وظيفة يجد الأسئلة الروتينية,هل سبق لك العمل..؟؟
هل تملك شهادة جامعية,هل معك شهادة خبرة...؟؟
وكان ساري يلوح دائماً بأن الحياة قد ضاقت به خصوصاً بعد ما حصل له من مآسي في الحياة.
بعد مرور ستة أشهر عاد طلال إلى السعودية وسط ترحيب وفرحة كبيرة من عائلته ومن اخاه الأكبر ساري حيث أنه قد غاب عنهم فترة طويله.
وكانت فرحة ساري خصوصاً لا توصف بعودة أخاه ناجحاً مرضياً عليه.