عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2011, 07:44 PM
المشاركة 5
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الرابع))
"إنتهى الغسيل"
كان يوم الخميس الصباح هادئ إستيقض ساري وخرج لصديقه حمدان وبدا يتجولان في الحارة.
وبدأ يتبادلان الحديث وكل واحد منهما يتمنى ماذا سيكون في المستقبل فكان حمدان يتمنى ان يكون طبيباً ونظر إلى ساري وسأله فأجابه بأنه لا يتمنى سوى أن لايرى والدته تتألم من والدته ويرى والده رجل طيب.
عاد ساري للمنزل ووجد أخته مروج وكان يتحدث معها وأتت والدته وكانوا يتحدثون ويضحكون حتى جاء والدهم فصمت الجميع.
وهنا طلب الأب من زوجته أن تعد له الطعام وطلب من الأولاد الرحيل إلى الغرف وطلب من ساري أن يحظر له كأساً مملؤ بالثلج فأحظره وأنصرف.
إقتربت أم ساري من والد ساري وهي تتقرب إليه بصوت هادئ طلب منه أن يعود لما هو عليه فنظر إليها وهو يتأمل جسامة حاله وهو يلقي اللوم على الحال وعن ما وصل إليه وكانت ترجوه وستفعل أي شيء لتجعله يستقيم لم يجيب عليه رغم قناعته بأن ما يفعله كان أمراً مشين. وأستطردت معه في الحديث وطلبت منه ولو أن يجتمع بأبنائه ولو ليوم واحد كاسرة وعائله.أخذ يستمع إليها ولاول مرة وهي يتأمل صوت إبنه طلال يضحك ببرأة الأطفال لا شيء يغمر هذا الطفل من عذاب والده.
صاح الوالد هاتفاً ومنادياً أبنائه جاءوا مسرعين خائفين من والدهم.
طلب منهم أن يقتربوا منه وبدأ يتأمل في أبنائه وماذا فعل بهم وكان يسألهم إن كانوا يخافون منه ولم يجب أحدهم وأخذ إبنه طلال في صدره وهو يقبله بحرارة وتكاد الدموع تنفجر من عينيه. ثم إقترح عليهم إذا كانوا يريدون الخروج للغداء خارج المنزل.كان كلامه بمثابة الصدمة لعائلته..ورحبوا بالفكره فهم في الاغلب لم يخرجوا منذ أكثر من عامين. وطلب الوالد منهم تحضير أنفسهم للخروج.
خرجت الأسرة وكانت والدة ساري فرحة جداً وهي تدعوا لزوجها بالصلاح والخير.
تناولوا الغداء في أحد المتنزهات ثم ذهبوا وللتسوق واشترى لأبنائه بعض الحاجيات. كان ساري فرحاً جداً وأحس آن ذاك أنه قد إرتاح من عبئ كان يصارع عائلته يومياً وأن والده أصبح رجل صالح.
عادت العائلة إلى المنزل في العصر وذهب الوالد ليغتسل حتى يذهب لموعده مع أخاه بعد صلاة المغرب.
ذهب أبو ساري وهو يشعر بداخله بأنه شخص مختلف وقد تغير عن ما كان عليه وهو يلعن تلك المخدرات والمشروبات وقرر أن يتغير.
إلتقى بأخاه ووجد عنده مجموعة من الرجال يرتدون الثياب البيضاء والعمائم وكان جميعهم ملتحي.
لم يتعجب أبو ساري نظراً لأن أخاه رجل "ملتزم" إقترب عم ساري من أبو ساري وطلب منه أن ينتظره في المجلس.
في هذه الأثناء أخذ عم ساري يجمع الرجال داخل إحدى الشاحنات التي سيقلهم بها أبو ساري ولكن دون علم أبو ساري.
وعاد عم ساري لوالد ساري وتحدث معه عن امور طبيعيه ثم تناقشا حول العمل وبأنه سيقل الشاحنه إلى مكة المكرمة.
تعجب أبو ساري وطلب من أخاه الهاتف حتى يحادث عائلته ويوصل لهم هذا الخبر.
بالفعل أجرى الاتصال أبو ساري وخرج وركب الشاحنه وركب أخاه جواره وهو يقرأ القرآن ويسأل أبو ساري عن الجهاد تارة وتارة يقوم بالدعاء ولم يلفت أبو ساري النظر لمثل هذه الأمور وأكمل مسيرته متجهاً إلى مكة.