عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2011, 07:43 PM
المشاركة 3
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الثاني))
"العودة للبداية من البداية"
قبل 15 عاماً
وفي الحي الشعبي الذي يسكن فيه ساري مع عائلته.
ساري هو الأخ الأكبر ولديه أخت وأخ.
....
دخل والد ساري إلى المنزل وهو في حالة سكر فضيعة وتوجه مباشرة إلى غرفة النوم بعد أن تخبط يمين وشمال.
وكانت ام ساري في إنتظاره وبدأت في عتابه لسبب تأخره وبدأ أبو ساري برفع صوته حتى تأكدت أم ساري بأن زوجها في حالة سكر وهنا بدأت ترفع صوتها وتصرخ.
في ذلك الوقت إقترب ساري من باب غرفة والديه وهو يسمع صوت والديه في صراع ووالده يوجه الشتائم والضرب لوالدته.
أحس ساري بأن أحد إقترب من الباب فختبئ خلف الباب المجاور ليرى والده يدخل على غرفة أخته الصغيرة ويقوم بضربها ووالدته ترجوه بأن يكف عن الضرب .
كان ساري يتابع ذلك المشهد من قرب وهو يرتجف خوفاً من والده الذي تحول لوحش وهي ليست المرة الأولى التي يدخل فيها والدهم وهو في هذه الحالة.
فوالد ساري كان يعمل موظفاً بسيط ثم فصل من عمله للأسباب أخلاقية بالاضافة لحظوره العمل وهو في حالة سكر.
في صباح اليوم التالي أوقضت أم ساري أبنها ساري للمدرسة فوجدته مستيقض وسط دهشة من أمره وهو يصارع ما حصل في الليلة السابقة من مواقف مؤلمة.
سأل عن أخته أشارت والدته بأنها مريضة ويجب عليه الاسراع للمدرسة,غسل ساري وجهه وقبل أخاه الرضيع وطلب من والدته مصروفاً,دمعت عين أمه ووعدته بأنها ستعطيه في الغد,قبل ساري رأس أمه وخرج إلى مسرعاً إلى المدرسة.وفي الطريق وجد صديقه حمدان في إنتظاره وهي العادة التي يسيران عليها في كل يوم.
سأل حمدان ساري عن سبب شحوب وجهه ورد عليه ساري بأنه لم ينم جيداً لأنه كان يتابع فيلم.
فقد إعتاد ساري من طفولته عن عدم الشكوى لأي شخص.
...
عاد ساري من المدرسة ليقبل رأس والدته وسألها عن والده فأجابته بأنه خرج ولن يعود إلا في الليل.
إلتقط كيساً به بعض من الثلج وأسرع لغرفة أخته التي كانت تعاني من الكدمات في وجهها , نظر إليها بألم شديد وقلبه يعتصر من داخله ,وكانت تسأله أخته "مروج" عن سبب ما يفعله والدهم صمت ساري وهو يمسح وجه أخته بالثلج ويده غرقت من دموع اخته التي تشكو لأخاها مرارة الألم الذي تشعر به.
....
ذهب أبو ساري لأخاه "الملتزم" ليطلب منه المال.
صرخ أخاه في وجهه وطلب منه البحث عن عمل أفضل من الحال الذي هو عليه وإن كان يريد عملاً فسوف يتعطف عليه ويمنحه عملاً ولكن دون أن يخبر أحد.
كان أخاه على علم بأنه سيوافق نظراً لحاجته الماسة للمال بعد أن فصل من عمله ولا سيما ان يريد المال لشراء المخدارات و"العرق".
وافق أبو ساري دون ان يسأل عن العمل.
وهنا وضح اخاه ان هذا العمل يجب أن لا يسأل لمن يدار وعن سببه ويجب أن يبقى أمراً سرياً.
وافق دون أي تردد ووضع في ديه مبلغ جيداً من المال حتى يغريه وليلتزم صمته.
خرج فرحاً ليشتري المشروبات الممنوعة كعادته.
وخرج من الغرفة المجاورة في منزل أخاه الأكبر رجلاً ليشكر صديقه وهو يقول "لقد حللت لنا المشكلة برمتها"