عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2011, 04:59 PM
المشاركة 169
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي



المصدر
ديوان جراح الصميم
رقم القصيدة (7)




وَحْـدي




وحدي أعيشُ مع الظَّلامِ حياتي
اليأسُ يقتلُني ولومُ عُداتي


وحدي بصومعتِي كأنِّي راهبٌ
أتلو على سَمْعِ الرَّدى صلواتي


وحدي بلا حبٍّ يُغازلُ أَنمُلي
لتظلَّ في سِفْرِ الهوى بَصماتي


وحدي على مُهَجِ السُّطور كأنَّني
طفلٌ يبعثرُ أحرفَ الكلماتِ


أَحسو طِلا الأوهامِ من كَبِدِ المُنى
صاباً وأقطعُ بالوجودِ صِلاتي


وأظلُّ ما بيني وبينَ هواجسي
في اللاشعورِ أهيمُ في نَزَعاتي


* * *

أنا بعضُ أفكارٍ تدورُ وأحرفٍ
حَيْرى تفتِّشُ كلُّها عن ذاتي


غذَّيْتُ بالفجرِ القتيلِ ظلامَها
فنَمتْ ونوَّر زهرُها مأساتي


فإذا بآمالي تعيشُ قصائداً
تقتاتُ من سَهَري ومن آهاتي


تنسابُ في خَلَدِ الخُلودِ كأنَّها
راحٌ يمازجُها ندى الصَّبواتِ


سكرتْ بها رُوحي وخفَّفَ ظِلَّها
سُكْري فشفَّتْ عن عظيمِ صفاتي


* * *

وحدي تلازمُني ظلالُ كآبتي
أنَّى ذهبتُ تجمَّدتْ خُطُواتي


فأفِرُّ من وهمي لأشهدَ واقعاً
بالنَّارِ تعجِنُهُ يدُ الشَّهواتِ


الناسُ مَوتى لا ضميرَ يهزُّهمْ
ذَبحوا ضمائرَهمْ على العَتَباتِ


والناسُ حمقى فيهِ يأكلُ بعضُهم
بعضاً ليَحظى قاتلٌ بفُتاتِ


يَتساومونَ على الحياةِ كأنَّها
سَقَطُ المتاعِ يُباعُ في الطُّرقاتِ


فأعودُ للوهمِ الذي ربَّيْتُهُ
مُذْ كنتُ طفلاً ميِّتَ البَسماتِ


وأهيمُ في الاشيء أبحثُ جاهداً
عن وِرْدِ نفسي عن مدى صَرَخاتي


* * *


وحدي ويخرسُ في ضميريَ هاتفٌ
للحبِّ أُغرقُهُ بعُمقِ شكاتي


فيُجيبني رَجْعُ الصُّراخِ مجرِّحاً
ستظلُّ وحدكَ في يدِ الظُّلماتِ



1-3-1976