1 / عـتـّقني في خابية فؤادك * رقية صالح
عـتـّقني في خابية فؤادك
وَدَعْ شَرايينك تشربني
وَلْهَى صبح مساء
بَلْسِم آلامي
يا شاطيء أحلامي
سَامرْ نجوم روحي
ألبسني قصائدك حللا ً
وحروفك أساور
اعزفني لحناً عشقيا
وتقاسيم وتر ربابة
جرّعني كأس هواك
من خابية أبي نواس
داعبني.. في حلمي
عانق أفكار مخيلتي
دعني مجنونتك
في واديك الخصيب
أميرة في قصرك الحبيب
احملني على جناحي روعتك وضيائك
حلّق بي في الفضاء
اروِ عطشي
أمطرني
حباً.. شهداً
جمراً .. شوقاً
عتّقني في خابية
اشربني كأساً أحمر
أثملني من نغمات فيروزية
تهز الفرقدين بحنّا السكران
تطفيء آهات ضاق بها الصدر
أشعل فتيل قنديلي
قبل أن أشعل فتيل ثورتي
نثرت شِعرك قصيدة
في منابر الشعرية
من لهفتي إليك
أحلت قصيدتك
إلى مزهرية
وظهرت دقات قلبي
لوحة على شاشة منبر
ارسمني نجمة
تتوسط السماء
ارنُ إليّ بصفاء
لا تكبح جموح رغباتي
أجج عشقي
فأنا لا أجيد الصبر
الليل يؤرقني
والشوق أوار ٌ محموم
ألهب لذة جنوني
من أيام ليلى العامرية
عنونّي بالجنون
مثلما جبران عَنْوَنَ كتابه
في كلمة أصبحت أغنية
وهَدْهِدْ لي بأنغامك العذبة
حتى أغفو على ذراعك
دوّني في تاريخك
ارسمني في عينيك
اغمرني في قلبك
افترش قلبي بساطا
تتعاقب عليه كل الفصول
تغمّدني في أحضان ربيعك
على أفنان خمائله
أ ُزهرُ .. أثمر
تتغلغل في متاهات أفكاري
وتدفق في أنهار شراييني
احضني.. عانقني
كي يبقى شذا عطرك
مطرزاً على ملابسي
وارو ِ عطش السؤال
وأطفيء لظاه
نذوب معاً
بين مدٍ وجزر
من عشقٍ
لا ينتهي
~
رقية صالح ..
يمر بنا الزمن يا عزيزة ويقحمنا في فوهة الشتات الخانقة وربما إلى ما لانهاية..
حتى القلوب تنسى نبضها وتعتلي الحياة بخفقات تتوالى رتابة ..
ويظل الشوق هو الواعز للروح بأن تتوقف رويدا وتنصت لذلك الوجيب في حنايانا ..
تلكزنا بوادر اللهفة فنصحو على همسات تحيلنا إلى مخلوقات عذبة
أجل .. تلوح لنا إفاقة مارقة تُحيي الغفلة فينا .. أو لا تفعل فنمعن في شرودنا ..
كأقحوانة أنتِ تحمل روائح الأصيل لتشرق أحداقنا ..
شكرآ لقلبك الذي لا يضاهيه سوى البياض
تقديري