عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2011, 11:43 PM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




باب ذم العجلة

وفي الأمثال: رب عجلة تهب ريثاً، يقول:رب عجلة يراد بها صلاح الأمر فتفسده حتى لا يصلح إلا بعد مدة طويلة فكأنها كانت ريثاً. وهذا قريب من قول بزر جمهر: إن شراً من التواني الإجتهاد في غير حينه:



الخرق شؤم والأناة سعادة .... فاستأن حلمك في أمورك تسلم


والرفق يمن والأناة سعادة .... فتأن في رفقٍ تلاق نجاحا


وفي الأمثال: الرفق يمن والخرق شؤم. أنشدني عبد السلام:



ولا تعجل بأمر الشك حتى .... تبين والظهور لها بطون


ولا تعجل بأمرك قبل حين .... فعند الحين تنقطع الظنون


قال بعض الحكماء: إياك والعجلة فإنها خرق والخرق شؤم. وعليك بالأناة فإن يمن. وكان يقال: الزلل من العجل:



وإذا هممت بأمر شر فاتئد .... وإذا هممت بأمر خير فاعجل

وليس من هذا الباب ولكنه ظريف:


قد يدرك المبطئ من حقه .... والنجح قد يسبق جهد الحريص

وهذا المعنى من باب المقادير وقد ذكرناه فيه. وكان يقال فيه: إن من الحزم والأناة التثبت، وإن العجلة لا تزال تورث أهلها حسرةً وندامة. قال: وأنشدت:



اصبر على مضض الإدلاج بالسحر .... وبالرواح على الحاجات والبكر


السائر في هذا المعنى قول الشاعر:


تأمل ولا تعجل بأمرٍ تريده .... فإن للفتى من أمره ما تأملا


ولعبيد الله: من عجلت إلى مدحه فلما كشفته اضطررت إلى مقته. ابن جدعان:


ربما عاجل يخالف نجحاً .... وبطيء يصيب يوماً نجاحا


قال بعض البلغاء: العجول مخطئ وإن أصاب. فكيف إذا أخفق؟ وقال: العجلة من الشيطان. لا تغرنك إصابتك مع العجلة، ولا يسوءنك إخطاؤك من التأني والرفق. فإنك إذا عجلت فأصبت وافقت إصابتك قدراً لا محيص عنه. ولو لم تعجل لبلغت المراد كما بلغته لما عجلت، وغن كان ما أردت متعذراً في حال الرفق فهو مع العجلة اشد تعذراً، لأن العجلة رهق والتؤدة تأمل وبصيرة.



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)