عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2011, 12:12 AM
المشاركة 34
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


لنؤمن ببداية فصل البرد


(ج 1)






من أين آتية أنا


من أين آتية أنا


مضمخة هكذا برائحة الليل


ما زال تراب مثواها طرياً


أقصد مزار اليدين الخضراوين الشابتين


كم كنتَ عطوفاً يا صاحبي

يا صاحبي الأوحد


كم كنتَ حينما كنتَ تكذب


حينما كنت تغلق أحداق المرايا


وحينما تقتطف الثريات


من السيقان النحاسية


وكنتَ تصطحبني في الظلمة

المستبدة إلى مرتع الحب


ليستقر ذاك البخار الدائخ

المكمّل للهيب الظمأ


على أحراش النوم


وتلك النجوم الورقية


كانت تطوف حول اللانهايات


لماذا قالوا للصوت، كلاماً


لماذا استضافوا النظر في بيت اللقاء


لماذا اقتادوا الحنان لحجب ضفائر البكارة؟


انظر! كيف صلبتْ، هنا

على أعمدة الوهم


روح من نطقت بالكلام


وعزفت بالنظر


وتخلّصت بالرأفة من شغب الموت


وكيف بقي على خدّها أثر أغصان كفك، الخمسة


الشبيهة بأحرف الحقيقة الخمسة


ما الصمت.. ما الصمت..

ما الصمت يا صاحبي الأوحد؟


ما الصمت إلا أحاديث لم تقل


عاجزة أنا عن الكلام

لكن لغة العصافير


لغة حياة الجُمل السارية لاحتفاء الطبيعة


لغة العصافير تعني:

الربيع.. الأوراق.. الربيع


لغة العصافير تعني:

النسيم.. الذي.. النسيم


لغة العصافير تموت في المصانع


مَن هذه..

مَن هذه السائرة على مسير الأبدية


صوب لحظة توحدٍ




يتبع

.

.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)