عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 11:23 PM
المشاركة 22
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



آيات أرضية


(ج 1)





عندها.. بردت الشمس‏


وارتفعت البركة من الأرض‏


عندها، الأرض الخضراء يبست كالصحراء‏


جفّت الأسماك في البحر‏


والتراب لم يعد يتقبل الموتى من بعدُ

الليل في كل النوافذ الشاحبة‏


مثل خيال مرتبك‏


كان يتراكم ويطغى


والطرقات أطلقت نهاياتها في الظلمة


لم يعد أحد يفكر بالحب‏


لم يعد أحد يفكر بالفتح


لم يعد أحد أبداً‏


يفكر بأي شيء


في كهوف العزلة ولد العبث‏


ومن الدم انبعثت روائح الأفيون والحشيش‏


النساء الحوامل وضعن أطفالاً بلا رؤوس‏


والمهود ـ لفرط حيائها ـ لاذت بالمقابر


كم هي أيام مرة وسوداء‏


لقد قهر الخبزُ قوّة النبوة العجيبة‏


وها أن الأنبياء ـ جوعى ومساكين ـ‏


يفرون من أرض الميعاد


حملان المسيح الضالة‏


لم تعد تسمع في عمق الوديان

صوتَ‏ الراعي هاتفاً:هَيْ... هَيْ


كأنما الحركات، الألوان والصور‏


انعكست مقلوبة في عيون المرايا


وفوق رؤوس المهرجين السفلة‏


وعلى سحنات العواهر الوقحة‏


ثمة هالة نورانية مقدسة‏


مثل مظلة تحترق


مستنقعات الخمر، ببخارها المزّ السامّ‏


استدرجتْ حشد المثقفين

الساكن إلى‏ أعماقها


والجرذان المؤذية أكلت صفحات الكتب‏


المذهّبة في المكتبات العتيقة


ماتت الشمس‏


ماتت الشمس، وغداً سيكون لها في‏


ذهن الأطفال معنى أبكم وضائع ‏


إنهم لغرابة هذا اللفظ القديم في‏


واجباتهم المدرسية سيرسمونها‏


بقعة سوداء غليظة‏





يتبع

.

.





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)