عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 11:07 PM
المشاركة 17
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



غروب أبدي


(ج 1)




ـ نهار أم ليل؟‏


ـ لا يا صديقي، أنه الغروب الأبدي


مع عبور طائرين كتابوتين أبيضين‏


أصوات بعيدة من هذا السهل الغريب‏


قلقة‏


وتائهة مثل دوران الريح


يجب أن نقول شيئاً‏


يجب أن نقول شيئاً‏


قلبي يريد أن يقترن بالظلام‏


يجب أن نتكلم


كم هو ثقيل هذا النسيان


تفاحة تسقط من الغصن


بذور الكتان الصفراء تتكسر‏


تحت مناقير الكناري التي‏


تحبني‏


زهرة الباقلاء‏


أعصابها اللازوردية في سكر النسيم‏


دعها تتحرر من القلق الأخرس المتغير


وهنا‏


في


في رأسي...‏


آه


لا شيء في رأسي سوى دورة الكريات الحمر‏


الغليظة


ونظرتي، مثل حرف كاذب


تنحني خجلاً


ـ أنا أفكر بقمر


ـ وأنا بحرف في قصيدة


ـ أنا أفكر بينبوع‏


ـ وأنا بوهم في الأرض‏


ـ أنا أفكر برائحة الحنطة الوفيرة‏


ـ وأنا بأسطورة الخبز


ـ أنا أفكر ببراءة اللعب


وبذلك الزقاق الطويل‏


المليء بأشجار الأكاسيا


ـ وأنا بمرارة الاستيقاظ من اللعب‏


وبالفجاءة في نهاية الزقاق‏


وبالفراغ الطويل بعد انقضاء عطر الأكاسيا‏




يتبع

.

.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)