عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 10:52 PM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد


(ج 6)




قلتُ لأمي: لقد انتهى


قلت: دائماً قبل أن تفكري، يقع الحادث


يجب أن نبعث التعازي إلى الصحيفة


سلاماً يا غرابة العزلة


أستودعك الغرفةَ


لأن الغمام القاتم رسول آيات‏


التطهير الجديدة


وفي استشهاد الشمعة‏


سرٌّ مضيء يعرف أنها آخر وأطول شعلة


بعدك التجأنا إلى المقابر‏


والموت يتشمم تحت عباءة جدتي‏


الموت ـ هذه الشجرة العظيمة‏


الأحياء ـ في المبتدأ-

يستغيثون بأغصانها الملولة‏


والأموات ـ في المنتهى ـ

يتشبثون بجذورها الفسفورية


والموت جالس على الضريح المقدس‏


في زواياه الأربع، وفي لحظة واحدة‏


أضاءت أربع شقائق زرق...‏


فلنؤمنْ‏


فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد‏


فلنؤمنْ بحطام حدائق التخيّل‏


وبالمناجل المقلوبة العاطلة‏


والبذور السجينة‏


أنظر... يا للثلج الهاطل‏


لعلّ الحقيقة كانت تينك اليدين الفتيتين


تينك اليدين الفتيتين‏


اللتين دُفنتا تحت هطول الثلج المديد


في العام القادم‏


حين يضاجع الربيعُ السماءَ‏


وراء النافذة‏


ويغليان ملتحمين


النوافير الخضر ـ السيقان الخفيفة‏


سوف تزهر يا حبيبي‏


يا حبيبي الأوحد


فلنؤمن بحلول الفصل البارد




________





ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: - عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)