عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 10:34 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد


(ج 2)





حبيبي يا حبيبي الأوحد‏


كم من غمامة سوداء تنتظر يوم ضيافة الشمس‏


كأنها في مسير على هيئة التحليق‏


يومَ تجلّى ذلك الطائر‏


كما لو من الخطوط الخضراء للتخيّل


هذه المستنقعات الجديدة التي تستنشق شهوةَ النسيم‏


كأنما الشعلة‏


الشعلة البنفسجية التي تلتهب في ذهن النوافذ الطاهر‏


لم تكن سوى صورة بريئة للمصباح


تأتي الريح في الزقاق‏


هذا أول الانهدام‏


يومها أيضاً عندما انهدمتْ يداك، هبّت الريح


أيتها النجوم العزيزة‏


أيتها النجوم الورقية العزيزة‏


عندما يعصف الكذبُ بالسماء


كيف اللجوء إلى سُوَر الأنبياء الخجلين؟‏


نحن مثل موتى آلاف آلاف السنين‏


سنلتقي‏


وعندها ستحكم الشمس على أجسادنا بالفساد


بردانة أنا وكأني لن أدفأ أبداً‏


حبيبي، يا حبيبي الأوحد كم هو عمر هذا النبيذ


أنظرْ فهنا ما أثقل الزمن‏


وكيف الأسماك تمضغ لحمنا‏


لمَ، دائماً، تتركني في قعر البحر؟‏


بردانة أنا وبي ضيق من الأقراط الصدفية‏


بردانة وأعرف‏


أن من بين كل الأوهام الحمر الوحشية للشقائق‏


لن يتبقّى سوى‏


بضع قطرات من الدم‏


سأهجر الخطوط‏


سأهجر عدّ الأرقام‏


ومن الأشكال الهندسية الضيقة‏


سألجأ لمساحة الحس الواسعة‏


أنا عارية، عارية، عارية


عارية كالصمت بين كلامي عن الحب‏


وجروحي كلها بسبب الحب‏


الحب، الحب، الحب


أنا التي أنقذتُ تلك الجزيرة من انقلاب المحيط‏


وانفجار الجبل‏


ومن فناء سرّ ذلك الوجود المتحد‏


الذي وُلدت الشمس من أحقر ذراته





يتبع
.
.



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)