عرض مشاركة واحدة
قديم 02-22-2011, 07:35 AM
المشاركة 10
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
9 - حِداد بكسر الحاء وفتح الدال وضم الخيبة / هند طاهر

حِداَد ..بكسر الحاء وفتح الدال وضم الخيبة !
أنتَ لي غَيَمَة ..تمر تمطرني ..
بوابلٍ .. من فرحٍ
يهتز له كياني ..
وأربو حقولاً..


في كلِ ليلةٍ .. أُلَملِمُ ما تبقى لَدَيَّ من أمانٍ مَعطُوبَةٍ وأحمِلُها على كفي ..
وأرحلُ إلى هناك ، حيثُ أكونُ قَرِيبَةٌ من قَدَري ...
كم أَكَرهُ طَوَابِيرَ الانتِظَار ..
يَدفَعُنِي مَن خلَفِي .. وبِشَرزٍ يَرمقُنِي من أماَمي ..
أختَنِقُ بِحمَقِهم .. ويَخرِقُ غِشَاءَ أُذُنَيَّ أحَدُهم بِصَرخَتُه السُوقِية ..
فَيعَلو اشمئزَازِي ..
حين أُدرِك ُأنِي أفعَلُ ما أكرَه ُ أرمِي بِما في كَفِي ..
يَسقُطُ ويزِيدُ عَطَباً !
وأنتفِضُ من رَحيِلي !
أتَنَفسُ ذَرَاتٌ نَقية وأمتَطِي ظَهرَ السَعَة ِوأهتِفُ :
تَبَاً للطَوَابِيرِ والأغبياءِ الَّذِينَ يَقفِونَ فيها ..
أعُودُ تَجُرَنِي أَذياَل ُالغيبة ..
ويشارفني نهار تتركز أضواءه على حقائقي ..
أأجفلتك مرة ... ؟! تفعل بي كل مرة وفي كل هي جديد يدمرني ..
أقتات أجزاءها فأغص .. فاأتجرع ما يحمل تلك الأجزاء ..
ألذلك الحد !؟ مرة وموحشة ... أم هي مربكة !
استثنائية أنا في حقائقي .. لأنني امرأة استثنائية ..
لست نسخة،غير قابلة للتكرار ..
واستثنائي أنت في الثقة .. غير قابل لتصديق الحقائق ..
أمنيتك .. هي الشيء الوحيد الذي يبدد شكوكك !
وأمنيتك .. هي الشيء الوحيد الذي بدد كل ثقتك !
وما أنا إلا وجود يموج بعضه في بعض حد الاختفاء ..
ما تبقى قدري سوى النواح !!
فسأعلنني حداداً على كل شيء ..

أياااااااارب .....
حداد ..
كم استعذب مازوشيتي وأنا أعيشها ..
لأنها عقابي الذي منحتنيه فلا أملك إلا التلذذ .. فهيت لها !

حداد ..
لو أتمكن فقط من أن أمنحنيك اسم لي ..
فأكون "
حداد " بدلاً عن " فقد " فكني بدل فاقد ..
أنكرتني لم أعد تلك التي أعرف أو تلك التي تعرف !!

حداد ..
سأرسمني بالسواد ..
سألونني بالغياب ..
سأؤطرني بالعذاب !
وأعرضني في جادات الرسامين الأشقياء وسيوقعني كل ذي خيبة !
آآآآه ....
كم هو ماتع ومغالي في الألم كل توقيع يناله جسدي باستحقاق
وأنزف له وأنتشي وأطرب لذلك ..
يااااالي من سوداوية بغيضة !!

حداد ..
ما أجملك يا صديقي ..
سألزمك في الطريق بل ستكون الطريق
إني أرى ما لا يرون !
هم يخالونك سوادً .. وإنما لشدة بياضك غدوت لهم أسودا
أم هي آثامهم من ارتدت أعينهم فرأوك سوادا
يا لهم من أشقياء ..!
طرفا نقيض .. فيما يبدوا وهما امتزاج فيما لا يبدوا ..
الأبيض متطرف لا لوناً
والأسود متطرف لوناً وأنا متطرفة دوماً
كم أشعر بالخوف حينما أقرأ عبارة عبارة هيجو :
عندما ينتهي المرء إلى الطرف .. فإنه ينتهي في الوقت نفسه
شكراً فيكتور .. أجل أنا انتهي .. فأنتهي !
سأواجه خوفي هكذا علمني أساتذة الذات وبذا سول لي يقيني ..
آوااااه ... يا ق د ر ي ..
لو أنك فقط .. رنوت إلى السماء ..
لو أنك بحثت الأفق ..
لو أنك ترمي بشكوكك جانباً لتراني بالعين المجربة
كل حقيقة هي عارية من الشك ..
وكل شك هو عار من الحقيقة !
وقاتل الله ديكارت فهو قاتلي حين قال : أنا أشك أنا موجود
فها هو غير موجود وشكوكه تعيث بقاءا وتلوث يقين الأنقياء
وكل
حداد وأنت بغير ..
وكل
حداد وأنا ح د ا د ..
:
أتحسس عقلي كأني نسيت شيئاً ما ..
أفيق من دهشتي قليلاً وأتذكر ..!!؟
أماني العطاب كيف نسيتها !؟
أعود مسرعة أدراج الطريق علني أجدها ..
أبعثر أقدامهم .. ألتقطها وقد تناثرت أمنية .. أمنية
بأعجوبة أخرج من زحامهم بعد أن نالتني لعناتهم وشتائمهم
وقبل أن تنالني لكماتهم ..
وفاتتني أمنيتي الأخيرة لم أعثر عليها .. ضاعت
أنظر إلى ما جمعت انفضها بقوة أمسح عنها غبار الأقدام ..
أعيدها إلى حيث كانت .. ترمقني بعتب .. وتذعن لي ..
ابتسم بسخرية!! وأتساءل ؟؟
هل إنا أكثر بؤساً من أحد بؤساء فيكتور هيجو الذي كان يقول :
أنا أحيا تحت سطح القرميد المتساقط
وإذ كان يتوقع دائماً وقوع حادثاً ما فلم يكن يدهش إلا نادراً
كان فقيراً .. ولكن جعبته من البشاشة ودماثة الأخلاق لم تكن تنضب !
كان ينتهي سريعاً إلى فلسه الأخير لكنه ما كان أبداً ينتهي إلى ضحكته الأخيرة ..


بل أنا .. أكثر بؤساً منه كلانا يحيا تحت سقف قرميده..
لكن بؤسي لا سقف له ..
لا أحب البحث عن الأماني الضائعة
لن أبحث عنها هي حتماً ستسقط على رأسي ذات بؤس ..
ولن أنتظرها أمقت الانتظار ..
حري بها أن تفعل هي !
لن أكون رقيق أحد فقد أخبرني أوشو :
حتى يكون المرء حراً بالكامل يحتاج إلى اليقظة التامة ..
لأنه في لا شعورنا تتجذر العبودية !

سأظل يقظة لأن أبقى حرة بالكامل بأمان معطوبة وقلب مثقوب ..
أعز من عبودية يلحقها رق مغلف بأمان عذاب!
وأظل
حداد ... بنكهات شتى ..!!
-:-
فقد...

******************

هند ..
في كل ليلة أدرك أن الأفلاك تتمتم بحكاية مزجاة الحرف ولا أستشف أنينها ..
وثمة صرير لبوابة الضوء التي داهمها ظلمة حانقة في أزقة السماء ,,
كانت النجوم كماشية يرعاها أحد عشر كوكبا والشمس والقمر في غفلة ..
عدتُ للتو من هناك أقيس خارطة الحقيقة على رقعتك النازفة بالحزن ..
فكان الانتظار .. شطر القهر الذي يسكن أجسادنا ويشعل في أطرافنا الغضب ..
صفوف من الأنفاس والأحداق .. وأرصفة تأكل الأقدام المتيبسة ولا تتحرك ..
والفقد يا بهية ليس الحداد سوى آهته الزافرة بكل تفاصيل الوجع ,,
لن يجدينا إغواء الشؤم بأن نغيب في طرقات الزمن المنسية .. أو نتلاشى ..
بل هو شئ أو كائن من نور يطل من وراء كتف الصباحات .. ويمهرنا بالفأل ..
حرفكِ المغرق بالألم كان استثنائي في حدقي .. فتفشى على حواسي ..
سلام على روحك ..