الشعرُ يَصمت ُوالأقلامُ تنحَسِرُ *** والطيرُ تخشعُ والأنهارُ والشجرُ
في صفحة الكون يجري حَلّ أحجية ٍ*** عنوانها :النيلُ و(التحرير) والقدرُ
ترنو النجومُ إلى الآفاق شاخصة ً *** ويَرفعُ الرأسَ فوق الغيمة القمرُ
مَن فجّر الأرضَ أنهارا مزمجرة *** مَن كوثرَ النيلَ لمّا فاضتِ البشرُ
مَن أنزلَ الشمسَ من عليائها حمما *** مَن علّّم الطيرَ أنّ القيدَ ينكسرُ
إن كنت َ يا نيلُ سرا خالدا أبدا *** كذاك شعبك سِرٌ فيك يَستترُ
هذي الجماهيرُ ما كلّتْ ولا سئمتْ *** وكيف يسأمُ مَن في كفهِ الشررُ
تبارك الله:مصرُ اليوم معجزة *** شبّانها الصِّيدُ لا خوفٌ ولا خوَرُ
يا مصرُ نيلك مَدّ اليوم ساعدَه *** يُراقصُ النخل َحيث النايُ والوَترُ
مرَّ( المُقطمُ)( بالتحرير) فاشتعلتْ *** منه الصخورُ وقال : اليومَ نفتخرُ
وقام يخطب في الأبطال مُنحنيا *** وأدمع السّعدِ من عينيه تنحدرُ:-
حناجرُ الشعب أمضى من خناجرهم *** و - شَفرة - الآهِ لا تبقي ولا تذرُ
أنا الحصاة ُوأنتمْ في المدى جبلُ *** ترابه التبرُ والياقوتُ والدررُ
عرائس ُالنيل فوق النيل تكتبها: *** فرعون يغرق و(الهامان) يندثرُ
إني لأنصتُ والأيامُ تعلنها *** إذا الشعوبُ تحدّت سوف تنتصرُ