عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2011, 03:44 AM
المشاركة 4
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
4- جدارية / سارة الودعاني

<< جدارية >>


لم يكن موضع سريري قرب الجدار أمراً مفتعلا بل كانت مصادفة كان هومن يلي

الجدار بينما سريري أختيّ في وسط الغرفة ..

في ليال ٍ تكون فيها الدقائق أختاً للسلاحف

وبين الحلم واليقظه هناك متسع من اللا وعي يمكنني فيه رسم بعض الخطوط

المتداخلة وبين تعاريج الطلاء ما صادفته نفسي في يومها سواء ما كان روتينياً

أو ما طرأ عليها , على مسافة لا تتعدى السنتيمترات وربما تمازجت طلاسم البارحة

على ما خطته أصابعي الثملا بالنوم حكايات مكتوبه منذ شهر !!

أتكىء على وسادتي ذات ليل قصير وهادئ فيسمح الوقت لي بفك حروف الطلاسم

وقرأتها!!

قد تبدو الكتابة على الجدار للراي أنها عبث يد طفل مازال يحبو!

وتبدو أحيانا كصور وحوش وربما بدت كسحب ماطرة

والشمس تتسلل بين فراغاتها!

ولكني أسترجعها بوضوح !

أشرع بصري قريبا من الجدار فتتقلب صفحاته سرعى هذه حكاية سخيفة

لا أدري كيف استرعت انتباهي ؟

وقصة ساخرة ما زالت تضفي جوها المرح علي مخيلتي !

وهذه أيضا تثير الضحك إلى حد القهقه التي تتدخل فيها أمي مؤنبة ومنبهه بأن أبي لم يمض ِ

على نومه إلا دقائق فقط ,

ثم الأخرى تلك التي حلت بي والتي مازالت تجر الحزن في أهداب ردئها والتي

تجعلني أنسف الجدار خلف ظهري للهرب منه إلى النوم الذي هرب هو أيضا فاردا

جناحين بدت اليوم أطول من المعتاد !!

.
.
استقبلتني عند مدخل البيت رائحة حملة النظافة الدورية التي تشنها أمي علي البيت

بمساعدة الخادمة إلتون بين يوم وأخر

. أغمضت عيني وأنا أدخل غرفتنا لاستنشاق المزيد من معطر الجو الذي وضع في

ختام الحملة وأسرعت بفتحها عندما لمحت الشراشف جديدة ولمعانا على الجدران

!!

ما هذا يا إلتون ؟

ولكن بسيطه يا{ إلتون } قلتها لها مع إيماءة ذات مغزى !!

هذا كل ما استطيع عتابها به حتى لا أثير غضب أمي !

في مرة قادمة

سوف أحضر فرجارا ذا إبرة حادة واضعه تحت وسادتي وسأحفر جدارية جديده

ستبقى على مر العصور وسياتي يوما ما علماء الآثار محاولين فك رموزها وقد

تأخذهم الحيره أي ماخذ من أين أتت هذه الحفريه أتكون إحدى بنات الفراعنه قد هربت

من أهلها بعد أن أرغموها على زوج لا تريده فظلت في الصحراء وقبل أن يدركها

الظمأ فيقتلها قامت بحفرها؟

أم هي من آثار قوم عاد قد تم تهريبها من قبل لصوص الأثار؟

أتكون هناك حضارة ما تزال مجهولة ؟

إضاءة شاردة:

تراودني نفسي هذه الأيام بحفر جدارية كما في سنوات سابقه قرب سريري ولكن

حريتي تنتهي حين تصل حدود حرية شريك المكان هذه المره !!!!


*****************

سارة
جدارية الحلم هي ما تلتصق بحواسنا لننقش عليها بطائل الأنفس ..
وحين إغفاءة أو ذات بادرة لها ذابلة , يتراءى لنا من خلف نافذة الروح أطياف شتى ..
وعلى السقف تبدو للحدق الذكريات مترامية شديدة الوهج في السطوع والقتامة ..
دميم هو النوم إذا ما عج بخيالات لا تستسيغها حواسنا ..
والرسوم التي ننحتها في يقظتنا الخاملة هي ما تحمل وعينا مغبة الأمنيات ..
نص فريد وملئ بالنجوم والكائنات المشرقة ..
شكرآ كبيرة بحجم يقظة للشمس ..,