التقيا في ساعة الغروب والشوق بحره يمتد ويلتف حول ذلك الصمت الذي يعم المكان ...ذلك الصمت الذي كسر حاجز التردد ، فكأن ميلاد حبهما كان اليوم.
تعانقت أرواحهما وامتزجت ، والتف الحب عباءة تدثرهما بآلاف الاحاسيس الجميلة التي تنبع من داخل القلب ، فتوقف النبض برهة وكانت لحظة الميلاد الثانية عندما جلست بمحاذاته لحظات عديدة لتستوضح ملامحه !!اهو نفسه ذلك الشخص الذي هامت به كثيرا؟!!
نظر صوبها ..فباغتته بنظرة خافتة يشوبها الشوق والحنان ..قلما تنظر بمثل هذه الشاكلة ،وكأن خطبا ما ألم بها ، فبادر هو بإلقاء التحية فردتها قبل أن يغلق فمه فابتسم هو وتنهدت هي .
وتتبعا نظرات بعضهما فتراقصت عيناهما خجلا وداعبهما الحنين فلاحت في عينيها بارقة دمعة سمراء تعطرت بملامح الغروب ، فتكونت شمس أخرى على خدها ،، فنظر إليها وقد اغتالته تلك الدمعة فسقط صريعا بين يديها ..فاستنجد بحبها وردت عليه بحنان ..أتحبني ؟؟؟ وفي تلك اللحظة انطلق شعاع من عينيه وتألقت نظراته وكأن الاندهاش خلق له ! وما لبث بضع ثوان حتى توقف أمامها وقال لها وقد انتصرت عليه دموعه .إني أحبك .... وقد تذوقت الأرق وتجرعت مرارة الفراق وأني لأتوسل إليك ألا تتركيني مرة أخرى ... وهي لكأنها كانت تنتظر تلك العبارات لتتهاوى ساقطة أمام ناظريه قائلة له : إن حبك أعماني فما استطعت أن أرى غير حبك ولا استطعت أن أشعر إلا بك ...ضمني إليك لأن الشوق أضناني وأعياني الفراق نظر إليها وباغتها بابتسامة ..فنظرت إليه وابتسمت بعنف وتواعدا على ألا يفرق بينهما إلا الموت.