الموضوع: القصــــة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
5865
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.47

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-19-2011, 12:51 AM
المشاركة 1
02-19-2011, 12:51 AM
المشاركة 1
افتراضي القصــــة
القصة



القصة story نوع من السرد النثري التخييلي fictional القصير والبسيط مقارنة بالرواية. ويعتمد بناء القصة على اقتصار شديد في عدد الشخصيات والأحداث والأماكن والزمن وعلى تكثيف السرد، فالقصة تهدف عادة إلى تحقيق أثرٍ effect واحد يصدر عن حدث episode مميز أو بضعة أحداث أو مَشاهد. والشخصية في القصة لا تكون متكاملة الأبعاد كما في الرواية أو المسرحية، بل يتكشف جانب منها أو أكثر من خلال الفعل الدرامي الذي تقوم به، أو برد فعلها على الحدث الذي تواجهه.



ونتيجة للتطور الطويل الأمد الذي خبره هذا النوع من السرد، فقد يراوح طول القصة بين جملة واحدة أو جمل عدة كما في القصة القصيرة جداً short short story أو القصة البرقية telegram-story، وبين الأربع صفحات تقريباً كما في القصة القصيرة short story، وقد تبلغ مئة صفحة كما في القصة الوسطى الفرنسية (نوڤِلت) novelette، أو الأقصوصة الألمانية (نوڤِلِّه) novelle. وبسبب هذا التفاوت في الحجم الذي قد يبدو مستغرباً لابد من عدّ مصطلح «قصة» من هذا المنظور تقريبياً.




تاريخ القصة ـ النشأة


يعود تاريخ القصة إلى ما قبل معرفة الإنسان الكتابة، فالحكواتي القديم عند إنشائه الحكاية ومحاولته حفظها، كان يلجأ إلى عبارات جاهزة وإيقاعات ثابتة وإلى القافية طبعاً، ومن هنا كانت غالبية السرديات narratives في العالم القديم ذات قالب شعري مثل «ملحمة غلغامش» و«حرب الآلهة» و«قصة أدپا» من أرض الرافدين، و«القوس المقدس» و«الملك الذي نسي» من أرض كنعان، وهي قصص كُتبت على الرقم الطينية في الألف الثانية ق.م. أما القصص المصرية التي تعود إلى المرحلة نفسها تقريباً فقد كُتبت على أوراق البردي، ولكن نثراً، إذ يبدو أنهم احتفظوا بالشعر لأناشيدهم الدينية.


إن أقدم قصة مصرية معروفة هي «البحّار الذي غرقت سفينته» نحو 2000ق.م وهدفها الجلي على ما يبدو هو التأكيد لمستمعيها من الأرستقراطية الفرعونية على صحة مقولة «قد يصيبكم مكروه ينقلكم من ثم إلى حياة أفضل». وهناك من مرحلة الأسرة الثانية عشرة قصة «الطبيب سنوحي المنفي» الشهيرة، والقصة التربوية الوعظية «خوفو والسحرة». أما القصة الأكثر إثارة وتفصيلاً، المعروفة بعنوان «قصة الأخوين» أو «أنپو وباتا» فقد كتبت في عصر المملكة الجديدة نحو 1250ق.م، فهي أكثر القصص المصرية تعليمية، وفي الوقت نفسه، أغناها من حيث الموضوع الشعبي الدال folk motif، وأتقنها بناءً.



تعد أقدم القصص الهندية حديثة نسبياً بالمقارنة مع الرافدية والمصرية، فقصص «البراهمانيات» Brãhmanas نحو 700ق.م ليست أكثر من ملحقات فقهية لشرح كتب الڤيدا الأربعة؛ إلا أن بعضها القليل صيغ كقصص أمثولية إرشادية instructional parables، وقد تكون مجموعة «لاتَكا» Lãtaka المدونة بلغة پالي Pãli أكثر مدعاة إلى الاهتمام بها كقصص. صحيح أنها صيغت في إطار ديني يهدف إلى توظيفها كتعاليم أخلاقية بوذية، إلا أن بؤرة اهتمامها تتركز على السلوك الدنيوي والحكمة العملية. وثمة مجموعة قصص معاصرة للسابقة نوعاً ما، هي «الأسفار الخمسة» The Pañca-Tantra نحو 500ق.م المكتوبة باللغة السنسكريتية، التي انتشرت عالمياً بترجماتها المختلفة والمتكررة.



وهذه المجموعة المسلية من حكايات الحيوانات ذات الهدف التعليمي تشابه إلى هذا الحد أو ذاك «حكايات إيسوب» The Tales of Aesop الإغريقية. وقد تُرجمت إلى الفارسية الوسطى في القرن السادس الميلادي، وإلى العربية في القرن الثامن الميلادي، ومن ثم إلى العبرية واليونانية واللاتينية، وفي عام 1570 صدرت ترجمتها الإنكليزية. والمجموعة التي تسترعي الانتباه من منظور فن القصة في السياق نفسه هي «محيطُ أنهار من القصص» Katha - saritsãqara، وهي سلسلة حكايات جمعها وأعاد صياغتها شعراً في القرن الحادي عشر الميلادي الأديب السنسكريتي ساماڤيدا Samaveda. يعود معظم هذه القصص إلى مادة أكثر قدماً في التراث الهندي، أما موضوعاتها فتتنوع من بجعة مسحورة حتى خادم مخلص أُسيء فهم مقصده.



في القرون الثاني والثالث والرابع ق.م كتب العبرانيون بعض أكثر سردياتهم صقلاً (أغلبها مقتبس من مصادر محلية أقدم عهداً) لتشكل جزءاً مهماً من «العهد القديم: وأسفار الأبوكريفا» Apocrypha الملحقة به، ويعد بعضها من القصص الأكثر انتشاراً عالمياً، مثل يوديت وسوزانا ودانيال وروث وإستر ويونس.



يمكن القول إن معظم القصص الشرقية القديمة، من كنعان حتى الهند مروراً بوادي النيل وحوض الرافدين وفارس؛ كانت ذات طابع تعليمي إلى هذا الحد أو ذاك، فبعضها كان وعظياً مباشراً، وبعضها الآخر أمثولياً أخلاقياً، إلا أن الحكمة المستقاة منها جميعاًَ هي أن الإنسان الخيّر سيسعد ويتمتع بنجاحه المعنوي والمادي، في حين سيلاقي الشرير الويلات ومرّ الآلام.



وفي العالم الغربي أسهم قدماء الإغريق بقسط وافر في القصة بمختلف تجلياتها، فكما في الهند كانت قصص الحيوان واسعة الانتشار مثل «حكايات إيسوب» السابقة الذكر، وإضافة إليها انتشرت قصص أسطورية قصيرة تدور موضوعاتها حول مغامرات الآلهة في الحب والحرب. وفي القرن الثاني قبل الميلاد وضع أبولودورُس Apollodoros الأثيني الرواقي في كتابه «المكتبة» Bibliothek وصفاً لأساطير الآلهة معتمداً على تلك القصص التي فُقد معظمها لاحقاً، لكنها ظهرت مُقتبسة بأشكال متعددة في سياق الأعمال الشعرية الطويلة لهسيودوس Hesiodos وهوميروس Homeros وكبار كتاب التراجيديا (المأساة)، كما وجدت الحكايات القصيرة طريقها إلى أعمال نثرية طويلة مثل «پِرْسيكا» Persika (ق 5ق.م) للكاتب هيلانيكوس Hellanikos الذي وصف فيه بالعامية الإيونية Ion حكايات الآلهة.



أما أبو التاريخ هيرودوتُس Herodotos فقد عدّ نفسه قصاصاً يروي الحكايات، وفي تاريخه الفلسفي «تربية كيروس» Kyru paideia ق4 ق.م يورد الكاتب زينوفون Xenophon، تلميذ سقراط، قصة الجندي أبراداتِس Abradates الشهيرة وزوجته الجميلة المخلصة بَنْتيا Panthea، ويرى بعض الباحثين أنها أول قصة حب غربية، كما يشتمل الكتاب على استطرادات سردية أخرى.



يُنسب إلى الأغارقة شكل «الرومنس» Romance وهو سردية نثرية طويلة نوعاً ما، موضوعها الحب، ذات أسلوب ثابت ثلاثي المراحل (حب ففراق فاتحاد)، وكانت تتألف بداياتها من سلسلة من الحكايات القصيرة، وأشهرها رومنسات الكاتب بارثنيوس Parthenius في عصر القيصر أغسطس Augustus، وهي مجموعة من 36 قصة نثرية عن عشاق تعساء. وفي القرن الثاني ق.م تميزت قصص أريستيدس Aristides الشبقية بشعبية واسعة وترجمت مباشرة إلى اللغة اللاتينية. ويتبدى من تنوع ماسبق ذكره من أنواع القصص الإغريقية أن التعليمية لم تكن الطابع المهيمن عليها، كما في القصص الشرقية.



وفي روما اللاتينية كانت مساهمة كتّابها على صعيد السرديات القصيرة ضئيلة جداً بالمقارنة مع جيرانهم الأغارقة. إن قصيدة أوڤيد Ovid الطويلة «التحولات أو مسخ الكائنات» Metamorphoses هي أساساً إعادة صياغة لما يزيد على مئة حكاية شعبية قصيرة في منظومة موضوع موحد. أما ما تلا ذلك من كبريات السرديات التخييلية فهي أقرب من حيث البنية إلى الرواية، مثل «ساتيريكون» Satyricon (ق1م) لبترونيوس Petronius، و«الحمار الذهبي» The Golden Ass لأبوليوس Apuleius (ق2م)، إلا أنهما استخدما كثيراً من مواد القصص القصيرة ضمن إطار أوسع وأشمل.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)