الموضوع: السمكة والحرية
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4474
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.49

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-18-2011, 01:18 AM
المشاركة 1
02-18-2011, 01:18 AM
المشاركة 1
افتراضي السمكة والحرية





السمكة والحرية



كان الإناء الذي وضعت فيه السمكة صغيراً جداً .. كانت قبل فترة قصيرة في البحر الواسع الشاسع الذي لا يحد، ووجدت نفسها فجأة في مكان لا يكاد يتسع لحركتها، ولسوء حظها فقد نسيها الصبي هكذا على الشاطئ ومضى مع أهله .. كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر فلا تجد .. حاولت القفز ففشلت، دارت بسرعة وحاولت الخروج، فارتطمت بطرف الإناء الصلب.


كان البلبل يرقبها ولا يعرف لماذا تدور وتقفز هكذا، اقترب من الإناء وقال:


- ما بك أيتها السمكة، أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز؟


قالت بألم: ألا ترى المصيبة التي أصابتني؟


قال البلبل دون أن يفهم شيئاً: مصيبة! أي مصيبة .. أنت تلعبين وتقولين مصيبة؟


- سامحك الله ألعب وأنا في هذه الحال، ألعب وأنا بعيدة عن البحر، ألعب وقد تركني الصبي في هذا الإناء ومضى هكذا دون أن يشعر بعذابي! كيف ألعب وأنا دون طعام؟ كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين إذا بقيت بعيدة عن البحر.


قال البلبل: أنا آسف.. فعلا لم أنتبه .. رأيت إناءجميلا وسمكة تتحرك وتدور، فظننت أنك ترقصين فرحاً.


- نعم .. كالطير يرقص مذبوحا من الألم!


قال البلبل: على كلٍ ماذا نستطيع أن نفعل .. أتمنى أن أستطيع الوصول إليك، لكن كما ترين مدخل الإناء ضيق والماء الذي فيه قليل، وأنت أكبر حجماً مني، كيف أصل إليك؟ ثم كيف أحملك؟


قالت السمكة: إنني في حيرة من أمري .. لا أدري ماذا أفعل! أحب الحرية، أريد أن أعود إلى البحر الحبيب، هناك سأسبح كما أريد، أنتقل من مكان إلى مكان كما أشاء.


- قال البلبل: سأحاول مساعدتك، انتظري وسأعود بعد قليل.


طار البلبل مبتعداً، حتى التقى بجماعة من الحمام، طلب البلبل منها الحمام أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي وضعها فيه الصبي ورحل. وافقت جماعة الحمام، وطارت نحو الإناء وحملته، ثم تركته يقع في البحر .. كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن وهي تخرج سابحة إلى بحرها الحبيب .. قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور:


- شكراً لكم جميعاً على ما قمتم به .. شكراً لك أيها البلبل الصديق .



وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية والوطن .. كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمن.



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)