عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
8485
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-18-2011, 12:45 AM
المشاركة 1
02-18-2011, 12:45 AM
المشاركة 1
افتراضي لُغَات أهل الأرض






لُغَات أهل الأرض



اللغة صوت وليست كلمة. فالكلمة صوت يرمز إلى معنى، وكتابة الكلمة رسم يرمز إلى هذا الصوت. وبذلك يكون الصوت هو الأصل.


والصوت يصنعه الهواء، يخرج من رئة الإنسان وتقوم الحنجرة واللسان والفم والأنف بإعطائه شكلاً خاصاً، هو الكلمة المسموعة.


إذن، فالكلمات أشكال آلاف، لأصوات آلاف، هي الكلام.
واللغة يتعلمها الطفل من وقت أن يتمكن من قول(با) و(ما). وهو يتعلمها بالتقليد. ولولا الأب والأم، والخال والعم، وسائر الناس، لنشأ الطفل أخرساً، لا يعرف ما الكلام.


واللغة لا دخل لها بالعِرْق، فالكوري مثلاً لو نشأ طفلاً في إيطاليا، لنشأ ينطق الإيطالية كما ينطقها الإيطالي، وكذا الإيطالي لو نشأ في كوريا، أي أن اللغة شيء مصنوع، ويبقى موروثاً غير مصنوع.


وكل شيء على سطح هذا الأرض من حيوان ونبات قابل للإنقراض، والذي انقرض من الأحياء يترك بقايا من عظام، وغير عظام، في حفائر الأرض. واللغات كذلك منها الحي، ومنها الذي انقرض. والذي انقرض من اللغات انقرض مع أقوامه، وهو ما انقرض إلا لانقراض أقوامه. ولا نجد له على الأكثر أثراً، لأنه انقرض قبل أن يكون للأصوات، أي لألفاظ الكلام، تسجيل، هي الكتابة. إن اللغات التي انقرضت، ذهبت ولم تخلّف رفاتاً أو عظاماً.


وعدد لغات العالم تعدّ بالآلاف، وهو –أي العدد- ما نحكم عليه بأنه لغة مستقلة، وما نحكم عليه بأنه إنما هو لهجة من لغة حية، وما أكثر اللهجات. فإذا قلنا أن عدد اللغات اليوم تتراوح بين (3000) و(4000) لغة، لم نعدُ الصواب كثيراً.


وكل باحث يطلب المعرفة، يهدف دائماً إلى التصنيف والتبويب، المبني على التحليل ووضع المتشابهات، كلاً في خانة.


وقد عمل الباحثون على ذلك في اللغات، فوجدوا أن بينها أشباهاً، استطاعوا – بناءً عليها - أن يصنفوها إلى ثلاثة أصناف، وهي: اللغات العازلة، واللغات اللاصقة، واللغات المتصرف.


اللغات العازلة: وهي لغات فيها الكلمة الواحدة غير متغيرة، لا تشتق منها كلمات. إنها اسم وفعل وصفة وظرف في آن معاً. وكلمات هذه اللغات أكثرها ذات مقطع واحد، ولها أكثر من صوت واحد، تنطقها نغمة متطاولة أو متقاصرة، أو نغمة منخفضة، أو نغمة عالية. ولكل من هذه الأنغام للكلمة الواحدة معنى بذاته. والأنغام تتعدد وتختلف، فاللغة الصينية المنتونية بها ست نغمات، وكذا السامية، أما لغة برما فلها نغمتان.



ومن اللغات العازلة كثير من لغات أفريقيا، وهي تبلغ ما بين (500 إلى 700) لغة. أيضاً تصنف تحت هذه الفئة من اللغات، اللغات الصينية- التيبتية.



ومن اللغات الهندية – الأوروبية(وهي غير عازلة) لغات مالت إلى هذه الفئة العازلة بعض الشيء، لا سيما الإنكليزية. مثال ذلك لفظ Light، فهو إسم وفعل وصفة: النور، ينير، أو منير. وبإمكاننا معرفة المعنى المراد بحسب موضع اللفظ من الجملة.








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)