عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2011, 09:27 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصائد من الأدب الفنلندي(2)


بعد أن عرضنا في المقال السابق للشاعر الفنلندي (بوكاربلان) سنعرض في هذا المقال لأربعة من شعراء فنلندا ذوي تأثير واضح في الأدب الفنلندي، وقد تركوا آثاراً كان لها صدًى كبيرٌ في الساحة الشعرية الاسكندنافية. وهم:

1- الشاعرة إديت سوذيكرين.

2- الشاعر أونو كيلاس.

3- الشاعر فيليو كايافا.

4- الشاعر بانتي هولابا.






إديت سوذيكرين[1]

(1892 – 1923م)


ولدت (إديت سوذيكرين) شاعرة الشمال الأولى في (سان بطرسبورغ) وسط عائلة بورجوازية ما لبثت أن غادرت إلى (فنلندا) بسبب الثورة الروسية، واستقرت في منطقة قريبة من الحدود الروسية الفنلندية.



توفي والدها بمرض السلّ عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، ثم انتقل إليها المرض وبقيت تعانيه حتى قضى عليها في سن الحادية والثلاثين.


دارت الأم مع (إديت) بلدان أوروبا على أمل أن تتعافى الإبنة لكن من دون نتيجة، حتى عادت واستقرت في (رايفولا) وهي منطقة فنلندية نائية، إذ اضطرتها حالتها الصحية إلى أن تعيش هناك حياةً شبه منعزلة.



لقد توفيت (سوذيكرين) وهي في الحادية والثلاثين من عمرها، لكنها استطاعت أن تترك أثراً كبيراً في الأدب الإسكندنافي. ولم يدرك أحد في ذلك الحين، أي في العشرينيات من القرن الماضي، أنَّ مؤلفاتها الشعرية الصغيرة التي خلّفتها ستجعلها في قائمة أهمّ المحدثين في التجربة الشعرية الإسكندنافية.



والبعض يقرن ذِكْرَها بالشاعرة الأمريكية (إميلي ديكنسن)، وقد يعزى ذلك إلى عزلة الشاعرتين وانصرافهما إلى الكتابة وما نجم عن ذلك من شعرٍ طابعه التأمل والتعمق في الدواخل الإنسانية، عدا الموهبة الشعرية المتفردة التي امتلكتها.



تلقت (إديت سوذيكرين) تحصيلاً دراسياً جيداً وكانت تتقن الأسوجية، والروسية، والفنلندية، والألمانية، والإنكليزية والفرنسية، كما درست الإيطالية.



وأصدرت أربعة دواوين: (شعر) 1916م، (وتريات أيلول) 1918م، (معبد الوردة) 1919م، (مستقبل الظل) 1920م. وفي عام 1925م، أي بعد وفاتها بعامين، نشرت لها صديقتها ديوان (البلاد التي لا وجود لها).


رأى النقاد أن ما كتبته (سوذيكرين) في مطلع العشرينيات ينتمي إلى الحداثة المجددة، فقد انطبعت كتاباتها بالمستقبلية الروسية، والانطباعية الألمانية، والرمزية الفرنسية. ذلك أنها عرفت في مواضع عديدة من شعرها كيف توظّف عاطفتها والعمق الداخلي لمشاعرها ومن ثم تحافظ في الوقت نفسه على شعر في غاية التكثيف واللامباشرة، وكثيراً ما يحرك اللواعج ويبعث على الحزن.






- - - - - -


[1]عن صحيفة (النهار): 9/3/2006م (بتصرف).

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)