عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2011, 09:18 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



مدار




ويَنْهَضُونَ تارِكِينَ المائِدَة


ويَخْرُجُونَ عَبرَنا بعيداً


ويَتْرُكُونَ فوقَ المائدةِ السِّراجَ


لنا.. لِنَنْحَنِيَ.. ونُطْفِئَهُ


لكي – فقط - يظلّ ضوءٌ باهتٌ مِنْ ثَلْجٍ


وراءَ النَّوافِذِ الفارِغَة



= = = =





المدينة



المدينةُ شَبَحٌ يَكبرُ فوقَ السَّهْلِ المُشْمِس


وعبرَ السِّنِينَ دُروبٌ تَتلوَّى وأقواسٌ


ساحاتٌ تَهْجَعُ في القيلولةِ وتَتضرَّمُ في الصَّباحات


غلالاتُ أنهارٍ تُجاوِزُ أسواراً خَرْساءَ


وجُسورٌ تَسْوَدُّ بالعابِرِين


ومِنَ الداخلِ شَوارِعُ تزخرُ وبُيوتٌ تضطربُ


وليلٌ مُقْمِرٌ وصَمْتٌ





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)