عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2011, 08:46 AM
المشاركة 231
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مقاولاتساخنة (31)

إن الإنسان عبارة عن نظام طاقة يتأثر فيما حوله من أحداث، وكلما زاد الحدث أهمية زاد حجم التأثير. وحتمًا إن موت أحد الوالدين يشكل أعظم حدث ممكن أن يؤثر في هذا النظام ألعجيب الإعجازي العظيم.
والدماغ، مثله مثل القلب، نظام طاقة يتأثر كالقلب، لكننا لا نلاحظ تأثره بصورة ملموسة ظاهرة، مثل القلب الذي يتسارع في نبضه ويضطرب إذا ما تعرض لموقف يؤثر فيه. كما أن تأثرالدماغ يبقى مع الإنسان طول العمر، وأثره ليس آنيًا كما في حالة القلب.
وعليه، وحيث أن الدماغ هو مركز التفكير، فإن تأثره يأتي على شاكلة أخرى تتمثل في التعبيرالإبداعي، إذا ظلت الطاقة المتولَدة، نتيجة للأثر الخارجي، ضمن حدود معقولة، ومقبولة، ويمكن إزاحتها وتفريغها بالتعبير الإبداعي، أو بالفضفضة أحيانًا.
وفي حالة بقاء تلك الطاقة مركزة، وأكبر من أن تفرغ بوسائل إيجابية إبداعية على اختلاف أشكالها..تحدث انعكاسات سلبية مثل أمراض الصرع، والجنون، وغيرها من المظاهرالذي يكون فقدان التوازن سمتها. وقد يؤدي الأمر إذا ما استمر ذلك الدفق الهائل من الطاقة لمدة طويلة، دون أن تجد آليات تفريغ مناسبة، إلى الانتحار بدفع تلك الطاقة المهولة التي تؤثر بشكل كبير على قدرة الإنسان الإدراكية، وتوازنه، فيرتكب حماقة بدلًا من أن يستثمر طاقاته في اكتشاف عظيم، أو كتابة قصيدة تهتز لها الأبدان، وتخفق لها القلوب، وتصفق لها الأيدي، وتتأملها العقول، وتنبهر بها.