عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2011, 03:05 AM
المشاركة 40
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شـ...شكرا لـ...ك أسـ... أستاذي

بدأت الحصة ، وأخذ كل واحد من تلامذتي يعد العدة لاجتياز الامتحان الشفوي الذي كان عبارة عن حوار بين اثنين بعد أن أعلنت أنه لن يعفى أي واحد .. وفيما فرك المتفوقون أيديهم غبطة و ابتهاجا لتيقنهم من الحصول على نقطة جيدة ، علت وجوه الآخرين مسحة من القلق وهم ينظرون إليهم بحسرة مع شيء من النقمة .
لكن استرعى انتباهي ما علا وجه أحدهم من القنوط .. وعرفت السبب .. كان تلميذا عيا يتأتئ في الكلام ولا يجرؤ حتى على وضع السؤال .. فكرت جليا في الأمر وأدركت أنها ستكون مناسبة للضحك والسخرية منه .. ثم فكرت في أنني أكدت على مشاركة الجميع .. ما العمل ؟
أمرت اثنين بالمرور أمام السبورة وبدآ في الحوار .. بينما أنا منشغل في إيجاد مخرج لهذا المأزق .. فلا أنا قادر على إعفائه .. وهذا قد يؤزم نفسيته ، ولا أنا مجازف بدعوته مثل زملائه ..
انتهى الإثنان وتلاهما اثنان آخران .. وفي كل مرة ينتهي الحوار يتم التصفيق ويعلو الهتاف فأقضي بضع دقائق منتظرا حتى يستتب الهدوء .. وفي لحظة ، والضجيج لا زال يعم الفصل ،أشرت للفتى بالتقدم .. فاحمروجهه و تردد . لكنه تقدم إلى حيث زميله وبدأ في سرد الحوار .. لم أطلب من الآخرين السكوت .. كانت هي فرصتي الوحيدة .. وانتهى الحوار والصياح لا زال عاليا .. نظرت إليه مبتسما وقلت له وهو يمر من أمامي : " برافو عليك .. من أحسن العروض هذا الذي قدمته .. نقطتك جيدة " .. ولم ينتبه الآخرون إلا وهو يعود إلى مقعده مبهور الأنفاس .. وهو ينظر إلي بشيء غير قليل من الامتنان .
في اليوم التالي ، طلبت من بعضهم إعادة الحوار كمراجعة .. وكان هو أول من رفع اصبعه ..
[/font][/size] [/color]