عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:44 AM
المشاركة 19
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سالفاج الجافة (III)




The dry salvage هي في الأصل Les trois souvages، وهي مجموعة صغيرة من الصخور عليها فنار بالقرب من الشاطئ الشمالي الشرقي لكيب آن في ماساشوستس،وتنطق سالفاج بحيث تسجع مع Aswage (بسكون الجيم وتعطيشها بالعربية)،والنائح هو طوف عائم يصدر صفيراً



1




لا أعرف الكثير عن الآلهة



ولكني أعتقد أن النهر



إله أسمر قوي متبرم جامح لا يكبح



صبور إلى حد ما



عرف في أول الزمان كحدود



مفيد ولا يوثق به كناقل للتجارة



ثم مجرد مشكلة تعترض بنائي الجسور



وإذا حلت المشكلة مرة؛ كاد السكان في المدن



أن ينسوا الإله الأسمر



ولكنه ظل قاسياً



محافظاً على غضباته ومواسمه، مدمراً مذكراً



بما اختار الناس أن ينسوا، لا يكرمه ولا يسترضيه



من يعبدون الماكينات، ولكنه ينتظر، يراقب وينتظر



إيقاعه كان حاضراً في غرفة المهد



وفي صفوف الأزهار على مداخل ابريل



وفي عبق الأعناب على مائدة الخريف



وحلقة المساء حول قنديل الشتاء



النهر في داخلنا، والبحر فيما حولنا



والبحر حافة الأرض أيضا



والجرانيت الذي يصل منه إلى الشواطئ التي يقارعها



وكناياته عن خلائق قديمة وغيرها



نجم البحر وسرطان الحدوة وفقرات الحوت



والبرك التي يقدم فيها إلى فضولنا



الطحلب الأزرق وشقائق النعمان



يقذف بخسائرنا، بالشبكة الممزقة



والإناء المشروخ والمجداف المكسور ومتاع موتى غرباء



للبحر أصوات كثيرة آلهة كثيرة وأصوات كثيرة



الملح في زهرة الخليج



الضباب في شجرة السرو



عصف البحر وعواءه صوتان مختلفان



غالباً مايسمعان معاً: النحيب في حبائل الشراع



التوعد والملاطفة للموجة التي تنكسر على المياه



والهدير البعيد على أسنان الجرانيت



والعويل المحذر من الأرض المقتربة



كلها أصوات بحر، والنورس والنائح الزافر



متوجهان إلى أرض الوطن



وتحت ضغط الضباب الصامت



الجرس الداق يقيس الزمن



لا زمنناً تدقه حدبة الأرض المتمهلة



بل زمن أقدم من زمن الساعات



أقدم من زمن تعده النسوة القلقات المهمومات



راقدات مستيقظات تحسبن المستقبل



تحاولن نسل النسيج وحل الخيط والعقد



ولصق الماضي بالمستقبل بين منتصف الليل



والفجر حينما يكون الماضي كله خداعا



والمستقبل بلا مستقبل



قبيل ساعة الصباح



حين يتوقف الوقت وأبداً لا ينتهى الزمن



وحدبة الأرض الكائنة التي كانت من البداية



يدق الجرس





يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)