عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:39 AM
المشاركة 18
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



5


غالباً ما تكون النهاية هي ما نسميه البداية


وصناعة النهاية هي أن نصنع البداية


والنهاية من حيث نبدأ


وكل عبارة وكل جملة صحيحة


(حيث كل كلمة في مكانها


تتخذ موقعها لسند الأخريات


لا الكلمة محجمة ولا مبهرجة


تبادل سهل بين القديم والجديد


الكلمة العامة مضبوطة بلا ابتذال


والكلمة الرسمية صريحة وليست متعالمة


والمعية جميعاً ترقص سوياً)


كل عبارة وكل جملة نهاية وبداية


وكل قصيدة شاهد وأي حركة


هي خطوة إلى النار في حلق المحيط


أو إلى حجر لا يعقل؛ وهناك حيث نبدأ


نموت مع من يموت


انظر؛ إنهم يرحلون ونحن نذهب معهم


إننا نولد مع الموتى


انظر؛ إنهم يعودون ويأتون بنا معهم


لحظة الوردة ولحظة شجرة السرو متساويتان في الدوام


وشعب بلا تاريخ لا يسترجع من الزمن


فالتاريخ نقش من اللحظات اللازمنية


وهكذا، بينما يهب الضوء في أصيل شتاء في كنيسة منعزلة


فالتاريخ الآن وانجلترا


مع سحب ذلك الحب وصوت ذلك النداء


لن نتوقف عن الاستكشاف


ونهاية كل استكشاف سوف تكون الوصول إلى حيث بدأنا


ونتعرف على المكان للمرة الأولى


خلال البوابة غير المعروفة التي نذكر


حيث بقيت آخر بقعة في الأرض لم نكتشف بعد


هي تلك الى كانت البداية


عند منبع أطول نهر


وصوت الشلال المختفي


والأطفال في شجرة التفاح


غير معروفين حيث لا يبحث عنهم أحد


ولكن مسموعين


نصف مسموعين في السكون بين هدير موجتين من البحر


سريعا، الآن، هنا، الآن، دائماً


حالة في منتهى البساطة


(لاتكلف أقل من أي شئ)


وسوف يكون كل شيء على ما يرام


وتصبح طرائق الأشياء على ما يرام


حين تلتئم ألسنة النار في ملتقى تاج اللهب


واللهب والوردة نفس الشئ





يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)