عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:26 AM
المشاركة 15
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



2



رماد على كم رجل عجوز


هو كل ما خلف عن احتراق الورود


تراب معلق في الهواء


أثر موقع نهاية حكاية


تراب في لشهيق كان بيتاً


جداراً وكسوة حائط وفأر


موت اليأس وموت الأمل


هذا هو موت الهواء


فيضان وجفاف على العين وفي لفم


ماء ميت ورمال ميتة


تتصارعان لأيهما الغلبة


الأرض المقددة المشققة تفغر فاها للكادحين


وتضحك بلا مرح


هذا هو موت الأرض


المياه والنيران تتابعان


على المدن والمراعي والأعشاب


المياه والنيران تحتقران التضحية التي أنكرنا


المياه والنيران سوف تبلي ما نسينا


من الأسس الشوهاء للمحراب والترتيل


هذا هو موت الماء والنار


في ساعة الفجر الكاذب قبيل الصباح


في نهاية ليل لا ينتهى


وعند عودة نهاية ما لا نهاية له


بعد أن مرت الحمامة السمراء


رفرافة الهديل تحت أفق مآبها


بينما تصلصل الأوراق


الميتة كالصفائح فوق الإسفلت


حيث لا يسمع صوت آخر


بين ثلاثة مناطق يرتفع الدخان


حيث قابلت واحداً مهرولاً متسرعاً


كما لو كان يهب على كالأوراق المعدنية


لايقاوم رياح الفجر


وفي الوجه الذى ألقاه الفجر


حملقت بذلك التطلع الشائك


الذي نتحدى به أول غريب


نقابله لحظة الغسق المتلاشي


ولمحت نظرة خاطفة لأحد الاساتذة الموتى


والذي كنت أعرفه ونسيته وأكاد أذكره


كواحد وجماعة معاً


في الملامح الملوحة السمراء


تطل عينا شبح مألوف وغير معروف


وهكذا لعبت دوراً مزدوجاً وصحت


وسمعت صوتاً آخر يصيح "ماذا .. أأنتهنا؟"


ومع أننا لم نكن


فقد كنت بالرغم من ذلك أعرف أنني شخص آخر


وهو وجه مازال يتكون


إلا أن الكلمات كفت


لكي تجبر على التعرف الذى سبقته


وهكذا؛ مواكبة للرياح المشتركة


ونحن شديدي الغربة على أحدنا الآخرلسوء الفهم


مجتمعان عند ذلك الزمن الفاصل باللقاء في لا مكان


بلا قبل ولا بعد خطونا الرصيف في دورية ميتة


قلت "إن العجب الذى أحس سهل


إلا أن السهولة هي سبب العجب، فتكلم إذن


وقد لا أفهم وقد لا أتذكر."


قال "لست في شوق لأستعرض فكري ونظريتي


اللتان قد نسيت، لقد خدمت تلك الأشياء


أغراضها، فدعها، وكذلك أشياؤك


وادع أن يغفرها لك الآخرون


مثلما أرجوك أن تغتفر الردئ والطيب على السواء


فقد أكلت فاكهة الموسم الماضي


وسوف يركل الحيوان الممتلئ مخلته الفارغة


لأن كلمات العام المنصرم تنتمي إلى العام الفائت


وكلمات العام المقبل تنتظر شفاها جديدة


ولكن حيث أن الطريق لاعقبات فيه الآن


أمام الروح المغتربة الهائمة بين عالمين


صارا شديدي التشابه


فإنني أجد كلمات ما ظننت أني أنطق بها


في شوارع ما ظننت أني أعود اليها


عندما تركت جسدي فوق شاطئ بعيد


حيث أن همنا كان الحديث


وقد اضطرنا الحديث إلى تنقية حوار الجماعة


وحث العقل على الاستبطان والنبوءة


فدعنى أختم العطايا المحفوظة للعمر الطويل


بأن أتوج جهود حياتك


أولاً الاحتكاك البارد للحواس المتأججة


بلا نشوة وبلا وعد


سوى مرارة تستطعم


ثمار الظل


إذ يبدأ الجسد والروح في الانشطار


ثانياً وهن الغضب الواعي على الحمق الإنساني


وتهتك الضحك على ما لم يعد يسلي


وأخيراً الألم الممزق لإعادة تقييم كل ما فعلت وما كنت


والخجل من الدوافع التي تأخر كشفها


والحذر من الأشياء التى أسئ فعلها فى ضرر الغير


ثم أن موافقة المغفلين تلدغ وتلطخ الشرف


ومن عيب إلى عيب تظل الروح الحانقة


تتخبط ما لم تستردها النار المطهرة


حيث يكون عليك أن تتحرك بالقياس مثل راقص"


كان النهار يبزغ في الشارع المشوش


تركني بما يشيه الوداع


وتلاشى مع نفخة البوق



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)