عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:19 AM
المشاركة 14
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




جيدنج الصغيرة (iv)


1



فصلها ربيعي نصف شتوي


سرمدي ولكن مبتل قبل المغيب


ممتد على الزمن بين قطب واستواء


حين يكون اليوم القصير على أشده فى لمعان الصقيع والنار


والشمس المختزلة تلهب الجليد على البرك والنقر


في برد لا ريح فيه هو حرارة القلب


عاكساً في مرآة مائية


ومضة كالعمى في الأصيل المبكر


وتألق أكثر تركيزاً من وهج الفروع أو أشد


يحرك الروح الخرساء؛ لاريح بل لهيب العنصرة


يرتعد غمد الروح في أوقات الظلام من العام


بين الانصهار والتجمد


حيث لا رائحة للأرض ولا رائحة للأشياء الحية


هذا زمن الربيع؛ ولكن ليس في حدود الزمن


الخميلة الآن تبض ساعة ببراعم فانية من الجليد


لا هي تزهر ولا هي تذبل


وليست من النوع المتكاثر


أين الصيف؛ صيف ما قبل البداية


الذي لا يصل إليه خيال


إذا أتيت من هذا الطريق


متخذاً الدرب الذي قد تتخذه


من المكان الذي نشأت فيه


إذا أتيت من هذا الطريق فى مايو


فسوف تجد الخمائل بيضاء مرة أخرى


مايو ذا الحلاوة الآسرة


وسوف تكون نهاية الرحلة


هي ذاتها إذا أتيت ليلاً كملك منكسر


أو إذا أتيت نهاراً لا تدري ما أتيت له


فسوف تجد نفس الشئ حين تترك الطريق الوعر


وتدلف وراء حظيرة الخنازير إلى الواجهة الكئيبة


وشاهد القبر وما ظننت ما له أتيت


ليس سوى قوقعة وقشرة للمعنى


تفقس عن المعنى فقط حين يتحقق


لو أنه تحقق أبداً


(فإما أن يكون لك هدف


أو أن الهدف أبعد من النهاية التي كنت تتصور


وقد تغير في التحقق)


هناك أماكن أخرى


هي أيضاً نهاية العالم


بعضها بين فكي البحر


أو على بحيرة حالكة


أو في صحراء، أو مدينة


ولكن هذا هو الأقرب في الزمان والمكان


الآن وفي انجلترا


إذا أتيت من هذا الطريق


متخذاً أي درب بادئاً من أي مكان


في أي وقت وفي أي فصل:


فسوف يكون الأمر دائماً هو نفس الأمر


وسوف يجب عليك أن تتخلص من الحس والفكر


فلست هنا كي تحكم أو تقرر


وترضى ذاتك أو تشبع استطلاعك


فأنت هنا لتركع


حيث كانت الصلاة دائماً واجبة


والصلاة أكئر من مجرد نظام للكلمات


أو الشغل الواعي للعقل الداع


أو نبرة الصوت المصلي


وما لم يكن للموتى فيه مقال


عندما كانوا أحياء


يستطيعون أن يقولوا لك وهم أموات


إن اتصال الموتى بألسنة اللهيب


وراء لغة من يعيش


هنا؛ فاصل اللحظة اللازمنية


في انجلترا وليس في أي مكان آخر، أبداً ودائماً






يتبع
.
.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)