عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 12:14 AM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



4



الجراح الجريح يعد المبضع


الذي يبتر به العضو المريض


ونشعر تحت الكفوف الدامية بعمق التعاطف وفن الشفاء


يحلان عقدة ارتفاع الحمى


صحتنا الوحيدة هي المرض


لو أطعنا الممرضة المحتضرة


التى لا تسرنا رعايتها الدائمة


بل تذكرنا بلعنتنا ولعنة آدم


ولا شفاء منها سوى بالسقوط في المرض


الأرض بأجمعها مستشفانا


يرعاها الميليونير المفلس


نفعل خيراً لو متنا


من فرط الرعاية الأبوية


والتي لن تعتقنا بل تحبطنا في كل مكان


يرتفع الصقيع من الأقدام إلى الركب


وتغني الحمى في شعاب العقل


من أجل الدفء لا مناص من التجمد


والرجفة في لهيب مطهر مقرور


شعلته الورود ودخانه البرار


الدم النازف شرابنا الوحيد


واللحم الدامي طعامنا الفريد


بالرغم منهما نحب أن نعتقد


أننا دم ولحم سليم


ثم نسمي هذه جمعة مقدسة




5



ها أنذا في منتصف الطريق بعد عشرين عاماً


عشرون عاماً شديدة الضياع


سني ما بين الحربين


أحاول أن أتعلم استخدام الكلمات


وكل محاولة بداية جديدة تماما


ونوع مختلف من الفشل


لأن المرء لم يتعلم سوى أن يأتي بأحسن الكلام


لقول ما لم يعد مضطراً لقوله


أو الطريقة التى لم يعد مضطراً لقوله بها


وهكذا فكل مغامرة جديدة بداية


وحرب على ما لا يقال


بأدوات رثة غالباً ما نؤخر


في الاضطراب العام للمشاعر المختلطة


وجحافل العواطف الهوجاء


وما كان يهزم بالقوة أو بالخضوع


قد اكتشفه بالفعل رجال


لا نستطيع أننأمل في تقليدهم


ولكن لا منافسة هناك


وليس هناك سوى الصراع لاسترداد ما فقد


ووجد وفقد مرة بعد أخرى


الآن في ظروف لا تبدو مرضية


ولكن لا يهم المكسب ولا الخسارة


وليس هناك سوى المحاولة


والبقية ليست من شأننا


البيت حيث يبدأ المرء


وكلما أوغلنا في العمر


تزداد غرابة الدنيا وتتعقد الأحوال


بالموتى والأحياء


لا اللحظة الحاسمة منفصلة لا قبل لها ولا بعد


ولكن حياة كاملة تحترق في كل لحظة


وليست حياة رجل واحد فقط


بل حياة أحجار قديمة لم تحل رموزها بعد


هناك زمن للمساء تحت ضوء النجوم


وزمن للمساء في ضوء القنديل


(المساء الذي تمضيه مع ألبوم الصور)


حين يكون الحب أقرب إلى حقيقته


حين تنتهي أهمية الزمان والمكان


يحسن بكبار السن أن يكونوا مستكشفين


لا أهمية لهنا أو هناك


فيجب أن نتحرك أبداً نحو وجود أكثر تركيزاً


نحو اتحاد أوثق وتوحد أعمق


في بيداء مظلمة وفراغ بارد


حيث تهدر الموجة وتصفر الريح


على المياه الشاسعة


مياه النورس والحوت


في بدايتي نهايتي





يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)