عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2011, 09:52 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثورات أم هزات ارتدادية


في تقديمي لموضوع " جوليان أسنج وثورته الرقمية" هنا بتاريخ 19/12/2010 ، والذي خصصته لدراسة العلاقة بين طفولة جوليان أسنج وثورتة الرقمية قلت:
" ...وها هو يقوم بثورة عالمية عبر الأجهزة الرقمية...ثورة زلزلت أركان كل مكان...ووصل أثرها إلى كل ناحية وزاوية وعنوان...ولا شك أنها ستترك بصمة لا مثيل لها عبر الزمان كونها وبفضل انتشار الانترنت ووسائل الاتصال دخلت كل مكان وكل زاويه في زمن قياسي وسيكون لها دور مهول في تشيكل الرأي العام الحالي والمستقبلي".

فإذا كانت ثورة اسنج بمثابة زلزال عظيم فلا بد إذا أن يتبع كل زلزال هزات ارتدادية لا يعلم عددها وموقعها وترتيبها إلا الله، وربما يتسبب الزلزال القوي جدا بموجات تسونامي مدمرة أيضا.

وفعلا لم يطل الوقت كثيرا حتى وقعت أول هزة ارتدادية وكان من الطبيعي أن تحدث في بلاد بوليسية تعودت تكميم الأفواه فوجدت شعوبها من فضاء الانترنت متنفس تصرخ من خلاله وتُكَبْر.

وقد شكل تحدي وشجاعة ذلك الشاب الأشقر الرقيق صاحب الثورة الرقمية الأولى قدوة لكل الرقميون الفيسبكيون في عالم الانترنت الافتراضي، فانكسر حاجز الخوف تلك القشرة الرقيقة التي تخفي خلفها غليان القلوب والم الشعوب، وتنادى الفيسبكيون في اتصالاتهم الرقمية فوقعت أول هزة ارتدادية في تونس فكانت الهزة الارتدادية رقم 1.0 .

ولكن اثر زلزال اسنج لم يتوقف هناك... بل تبعه وخلال وقت قصير، هزة ارتدادية أخرى ضربت مصر هذه المرة، فكانت الثورة 2.0 كما يقول الرقمي وائل غنيم، الذي سخر إمكاناته الرقمية ليقوم بعملية مهيبة ومذهلة أشبه ما تكون بإحياء قلوب الموتى، وها هي الثورة هناك على وشك أن تقلب الأرض سافلها عاليها، وسيكون لها تبعات عديدة، ومن المتوقع أن ينتج عن هذه الهزة الارتدادية موجات تسونامي عاتية تضرب المناطق المحيطة في شمال أفريقيا ودول حول الأبيض المتوسط غربا وشرقا وعبر النيل جنوبا.

ونظرا لموقع مصر الجيولوجي والجغرافي والجيوفيزيائي والمائي والسكاني فأن مثل هذه الهزة، والتي تعتبر ارتدادية إذا ما قورنت بقوة زلزال اسنج، ستعتبر هزة كبيرة بمقاييس دول العالم الثالث، وسوف تتسبب بدورها بعدة هزات ارتدادية قد يصل مداها إلى جنوب شرق أسيا وربما يمتد أثرها إلى الصين وبلاد فارس.

ولن يطول الوقت حتى تتزلزل الأرض من جديد من شدة الطاقة المتولدة عن ضرب الكيبوردات بأنامل الصبيان والبنات الشباب والشابات الرقميون السائرون على درب اسنج هذا، فتكون الثورة 3.0 هنا ، والثورة 4.0 هناك، والثورة 5.0 في مكان آخر، وهكذا.... وإلى أن يصل اثر ثورة اسنج الرقمية التي لا مثيل لها إلى كل ناحية وزاوية وعنوان...فتكون ثورة اسنج بداية لتاريخ جديد.