عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2011, 03:56 PM
المشاركة 23
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
ورغم أننا لفتنا النظر لطبيعة الموضوع , وبأننا نوجه خطابنا لمن هم ضد ثقافة القطيع ,
فرغم ذلك لا يتوقف الإخوة عن نفس الأسطوانات المعهودة ,
وهى ليست ذنبا لعلمائنا بقدر ما هى ذنب لبعض منتسبيهم ,
المشكلة الحقيقية أننى فى ذهول من كمية جرأتهم على الله بادعاء علم أشياء ما أنزل الله بها من سلطان , وتجد الواحد منهم جازما بتخوين هذا أو ادعاء حقد ذاك ,
فرغم أنه من الأصول السلفية أن يكون الحديث بالدليل ,
إلا أن الأتباع يكتفون بالقول وفقط ,
فإذا اتهموا هم الناس فذلك هو الحق , أما إن ناقشهم الناس فى آراء يراها أكبر شيوخ السلف فهذا هو الحقد ,
ولهذا لم يكن غريبا أن تصل الأمة فى ظل نمط هذه الثقافة إلى هذا الوضع
ومن هذه النماذج :
فكاتب الموضوع هدانا الله وإياه يتكلم باندفاع شديد من دون مراعاة فهم مايكتب فربما أثرت فيه شهوة الحكم الإخواني أو فرحة العدو الصليبي أو سعادة المد الصفوي القادم.

هكذا كقول مرسل وكأن المتحدث نبي من الأنبياء !
فالموضوع تارة يبشر لمد صفوى أو صليبي وتارة هو إخوانى ,
ولست أدرى والله لماذا يأتى المرء فيوقع نفسه فى حرج ؟!
فهذا الموضوع نفسه به هجوم وانتقاد لموقف الإخوان , فضلا على أن كاتبه له باع طويل فى الكتابة ضد المد الصفوى ,
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%E3%CD%E3%CF+%CC%C7%CF+%C7%E1% D2%DB%C8%ED

ولست فى حاجة لقول ذلك بقدر ما هى استفادة من أمثال هذه التعليقات لمحاولة فهم ظاهرة فريدة من نوعها فى انغلاق العقل ,
ناهيكم على أن المهاجمين يرددون نفس ما يردده النظام الحاكم من أن هذه المظاهرات المليونية مدفوعة من الخارج , ولكنهم اختلفوا فيما بينهم مدفوعة من أى قبيلة !
وكأن حكامنا ـ ما شاء الله ـ حاربوا الغرب فى البر والبحر والجو حتى يتآمر عليهم الغرب ؟!
وهذا لا يدل على جهل عنيف بالأمور السياسية وحدها بقدر ما يدل على ميل أكبر للنظم الإستبدادية وثقافة الإستعباد واتخاذ جانب الحذر والطاعة العمياء لأى حاكم
وتصوير حكام الزمان كما لو كانوا من الخلفاء الراشدين , والإهتمام فقط بما يكفي للدعوة بلا منغصات !
وإلا فالسؤال قائم أين هو نموذج شهيد الرأى والحق فيمن يرون هذه الآراء ؟!

وفى التعليق الأخير ..
يأتى الأخ مزايدا كمن سبقه فى التيار السلفي وكأن المتحدث رافضي مثلا , رغم أن كتابتى فى الدفاع عن الفكر السلفي وضربي الأمثلة بكبار علماء هذا الإتجاه أمر معروف ,
وعلى الأقل كان يستحق من المعلق بحثا قبل يوزع الإتهامات يمينا وشمالا ,
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?1014-شرح-تلبيس-إبليس-لابن-الجوزى&highlight=

ويأتينا برأى آخر للشيخ محمد حسان دون أن يتطرق لسؤال واحد سألناه , ومنها
  • لماذا خلط الشيخ حسان فى فتواه بشأن الدعوة لمظاهرات يناير بين التخريب وبين الخروج للتظاهر , فضلا عما هو أهم أين هو وسط هذه الأحداث الجسام ولماذا تاخى عن اللحاق بها فى ميدانها ؟!
  • يخلط المعلق ـ والذى لم يقرأ الموضوع أصلا ـ بين الخروج عن الحاكم وبين المظاهرات السلمية رغم توضيح الأمر مرتين !
  • لم يجب المعلق بحرف واحد عن الانتقاد لثقافة الخنوع التى تخالف سيرة علماء السلف الصالح كابن حنبل وبن تيمية , وبل وبعض معاصري علمائنا السلفيين الكبار
كالألبانى الذى وقف معارضا بشدة لفتوى جواز استقدام القوات الأمريكية فى تحرير الكويت تطبيقا لحديث النبي عليه الصلاة والسلام ( لن أستعين بمشرك )
ومثل وجدى غنيم الذى تعرض للاعتقال والمطاردة فى مصر ثم هاجر بنفسه مواصلا جهاده وأجهزة الأمن تلاحقه بسبب مواقفه البطولية ومثل الشيخ حمود العقلا الشعيبي , ومثل الدكتور عبد الله النفيسي

والنقطة الأخيرة ,
أن بعض هذه النماذج عندما تقتحم ميدان السياسة فإنها تقتحمه بجهل عميم بحقائق معروفة لأصغر المشتغلين بهذا المجال , ومن أمثلة هذه الآراء أن هذا الأمر تآمر غربي !!
ويعلم القاصي والدانى أن النظم الحالية هى أكبر حلفاء الغرب فى المنطقة , وبعضها نفذ أجندات الغرب كاملة وبشكل صريح سواء بالمعاونة العسكرية لليهود فى فلسطين أو للولايات المتحدة فى أفغانستان والعراق , أو فى محاربة الإسلام نفسه عن طريق تخفيف المناهج الدينية ومحاربتها
والدليل ما وصل إليه حال بلاد المسلمين فى ظل حكم هذه الزمرة الفاسدة , حيث لم يبق موطئ قدم إلا ولوثه هؤلاء الحكام العملاء حتى أصبحت قوات الغرب تحتلنا احتلالا عسكريا وفكريا كاملا ,
ثم يأتى هؤلاء فيدافعون عن هؤلاء الحكام بزعم تعرضهم لمؤامرة غربية !!
رغم تصريحات إسرائيل العلنية أو تلك المتسربة من الوثائق من أن نظام مبارك وأمثاله هم أكبر حلفائها بالمنطقة ,
ولا عزاء لأهل العقول

وأعيد فأكررها ,
فلتكن لكم ثقافتكم القائمة على مناصرة الأشخاص ورؤية الرجال بالحق وليس العكس ,
ولكن على الأقل تدبروا فيما تكتبوه , فالعلمانيون عندما يهاجمون الإسلام لا يجدون إلا أمثال هذه النماذج من الآراء للطعن فى الإسلام وأهله وتصويره على أنه دعوة للخنوع تارة أو دعوة للإرهاب الفكرى تارة أخرى

والله المستعان