عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 11:22 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحبّ كفاحٌ، يتغيّر العالم


إذ يتعانق حبيبان، تتجسّد الرغبات


يتجسّد الفكر، ينمو جناحان


على كتفَي العبد، يصبح العالم


حقيقيًّا وملموساً، والخمرُ خَمراً


والماءُ ماءً، والخبزُ يستعيد طعمه


الحبّ كفاحٌ، فَتْح أبوابٍ


رفضُ أن تكون شبحاً ذا رقمٍ


محكوماً عليه بالأشغال الشاقّة المؤبّدة


من قِبَل سيّدٍ بلا وجه


العالم يتغيّر


إذ يتبادل اثنان النظرات ويتعارفان


الحبّ تجرّدٌ من الأسماء:


"اسمحْ لي أن أكون مومسك، هذه كانت كلمات


هيلوييز، لكنّه خضع للقوانين


واتخذها حليلة، ومكافأةً له


تمّ خَصيُه


من الأفضل الجريمة


انتحار العشّاق، سِفاح القربى


بين الأخ والأخت، كمرآتين


مولَعتين بتماثلهما


من الأفضل تناوُل الخبز المسموم


الزنى في أسرّة الرماد


الحبّ الشرِس، الهذَيان


ولبلابُه السامّ، اللواط


الذي يحمل بصقةً، مثل قرنفلةٍ


في عروة، من الأفضل أن تُرجَم


في السّاحات لا أن تُدوّر ناعورة


تُعبّر عن ماهيّة الحياة


تحوّل الأزل إلى ساعاتٍ فارغة


والدقائقَ إلى سجونٍ والزمان


الى قِطَعِ نقدٍ نحاسيّة وبرازِ ذبابةٍ تجريديّ



….



من الأفضل العفّة، هذه الزهرة الخفيّة


التي تترجّح على سيقان الصمت


ألماسُ القدّيسين الصعب


الذي يُصفّي الرغبات، يُتخم الزمان


أعراسُ الهدوء والحركة


العزلةُ تغنّي في تويجها


كلُّ ساعةٍ بَتَلة بلّور


العالمُ يتجرّد من أقنعته


وفي وسطه الشفّافيّة، المؤثّرة


التي نسمّيها الله، الكينونة بلا اسم


المتأمّل ذاته في العدم، الكينونة بلا وجه


المنبثق من ذاته، شمس الشموس


فيضٌ من الحضور الشامل والأسماء



….



أُواصل هذياني، غُرَفٌ، شوارع


أسير تلمّساً في أروقة


الزمنِ أصعد أنزل أدراجه


أجسّ جدرانه ولا أتحرّك


أعود إلى حيث بدأتُ


أبحث عن وجهكِ


أسير في شوارع ذاتي


تحت شمسٍ بلا عمر، وأنتِ إلى جانبي


كشجرةٍ، كنهرٍ تسيرين


كسنبلةٍ بين يديّ تنمين


كسنجابٍ بين يديّ ترتعشين


كألف عصفورٍ تطيرين، ضحكتكِ


بالزبد تُغطّيني، رأسكِ


نجمةٌ صغيرة بين يديّ


يخضرّ العالم ثانيةً إذ تبسمين


وأنتِ تأكلين برتقالة


يتغيّر العالم


إذ يهوي على العشب عاشقان


دائخان متعانقان: تهبط السماء


تسمق الأشجار، والفضاء


سكونٌ وضياء، الفضاء


مفتوحٌ لعقاب العين


تعبر قبيلة الضباب البيضاء


يتحرّر الجسد من قلوسه، ترفع النفس مرساتها


نفقد أسماءنا، نطفو


مع التيّار بين الزرقة والخُضرة


زمنٌ شاملٌ لا يحدث شيء فيه


سوى جرَيانه الخاصّ السعيد




….



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)