الموضوع: التعليم
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2011, 12:24 AM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وفي القرن السادس للميلاد صار الرهبان مصدر التعليم، وفي العصور الوسطى تلقى أكثر الناس علومهم على أيدي الرهبان في المقاطعات. أما القلة فقد درسوا في الجامعات في باريس وبولونية، وكانت المحاضرات هي الأسلوب المتبع في التعليم.


وأسهم العرب في مجال التعليم بعد ظهور الإسلام إسهاماً كبيراً، إذ كان رسول الله e معلماً لأصحابه مبادئ الدعوة الجديدة وأركانها، وكان المسجد في المراحل الأولى مركزاً للتعليم، ونهج أصحابه والتابعون نهجه في تعليم أبناء المسلمين أصول الدين من مصادره الأصلية في القرآن والسنة النبوية الشريفة، ثم تطور التعليم في الإسلام، وتعددت مصادره، وشمل التدريس موضوعات جديدة إضافة إلى التشريع والفقه وعلم الأخلاق وغيرها. وكان الشعار المتبع «اطلب العلم من المهد إلى اللحد» و«الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها اقتبسها» و«طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة»، وأضحت المساجد ومؤسسات التعليم مفتوحة لكل طالب علم بصورة مجانية في منأى عن أي تفريق من حيث اللون أو الجنس أو الطبقة الاجتماعية. وكان العرب سابقين في استخدام منهج المعاينة والمنهج التجريبي في الوصول إلى القواعد والقوانين والأحكام.


ومن الجدير بالذكر أن للعرب قبل ظهور الإسلام أيضاً شأناً في التعليم، فهم الذين اخترعوا الأبجدية ونشروها وعلموها للآخرين، وتدل الاكتشافات في مملكة «إبلا» على أن عميد المعهد كان يوقع على أعمال الطلبة كما تشير إلى ذلك اللوحات المكتشفة.


ويرى بعض الباحثين أن العرب القدماء الذين اخترعوا الأبجدية يعدون من أكابر علماء اللغات في العالم، ويدل اختراعهم لها على مستوى فكري راق.


وفي عصر النهضة أسهمت الجامعات الأوربية في تعليم الفلسفة والمنطق وتهيئة متخصصين في القضاء والقانون والطب، وغدت اللغات الكلاسيكية جزءاً هاماً من التعليم، وكان للغة اللاتينية مكانة كبيرة.


وتطورت المدارس الثانوية في إنكلترة في القرن السابع عشر، واحتفظت اللغة اللاتينية بمكانتها في هذه المدارس، وانتقل هذا التوجه إلى المدارس الثانوية في أمريكة. واستمرت مدارس اللغة اللاتينية رائدة في القرن الثامن عشر، وازداد عدد الطلاب في القرنين التاسع عشر والعشرين، وتطلبت هذه الزيادة زيادة في الأساتذة، وظهرت موضوعات جديدة في التدريس الثانوي، وشقت المرأة طريقها إلى ميدان التدريس مشاركة الرجل في هذه العملية تلبية للحاجات المتزايدة في الدخول إلى المدارس، ووُضِعت معايير وضوابط خاصة بالمعلمين، إذ رئي أن يكون إعدادهم وتأهيلهم على المستوى الجامعي بعد أن نظر إلى التعليم على أنه مهنة القرن العشرين، فالمؤسسات التعليمية في أمريكة ـ على سبيل المثال ـ تضم 30٪ من السكان أساتذة وطلاباً.


والمعلم الناجح هو الذي يتسم بسعة ثقافته، ولديه القدرة على استثارة الدافعية لدى تلاميذه بعد تعرف ميولهم واهتماماتهم ومستوياتهم وقدراتهم، ويركز على كيفية التعلم وأساليب حل المشكلات، وهو موجه لتلاميذه ومشجع لأدائهم ومعزز لها، وموفر للبيئة التعليمية بكل عناية واهتمام بحيث تسود في أجوائها الممارسات الديمقراطية تفتيحاً للشخصية الإنسانية وتنمية لها، وآخذاً بها إلى أقصى ما تستطيع الوصول إليه، كما أنه يعمل على تكوين مهارات التعلم الذاتي لدى تلامذته ليواكبوا عصر التفجر المعرفي والانتشار الثقافي، ويعمل أيضاً على تكوين مهارات التعلم التعاوني وروح الفريق.


والمعلم الناجح هو الذي ينوّع في طرائق تدريسه في ضوء المستويات التي يتعامل معها، إذ إنه يتسم بالمرونة وتقبل كل ما هو جديد، ويتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة والمؤثرات السمعية ـ البصرية بكل كفاية واقتدار، ويرى أن استخدام التقانة (التكنولوجية) إنما هو وسيلة مساعدة في عملية التعلم، وليست للحلول مكان المعلم أو التقليل من أهميته.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)