عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2011, 10:12 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


(15)




بصمت


غير لائقة هي الكلمة


الكلمة القادرة


في مدينة تسكت نفسها


الطلقة السرية


من جدار إلى آخر


المبرد الصغير من أجل الندوب


نصف ابتسامة


مثيرة


الساعة الخطرة


الالتحام


المعرفة الكبيرة


اليقين


ابق قربي


لقد وهنت.. لقد وهنا


الخطأ المعترف به


ميثاق


تفتح النافذة


يدخل الهواء


ترتجف الورقة






(16)



تجمع


الأول الثاني


الثالث الرابع


مئة.. ألف


وآخرون


كم؟ متى؟


دائماً


في الصمت


جد مقبض الباب


افتح


اخرج


آه هذه الأرض


الإبريق المحطم


التمثال


بعد المطر


هذه الأرض


تعرفها


مرحباً يا رفاق






(17)



التقليد السيئ


أوتار مقطوعة


ليس لشدة الاتفاق


بل لشدة الخلاف


الغيتار على السرير


الكأس تحت السرير


مع أحذية


الأول مقفول عليه في الجدار


الآخر في الحقيبة


الثالث في التابوت


لم أعد أحتمل - قال


رفع إصبعه الى عينه


كي يقلد


حركة أوديب


لا حركته الأخيرة


بل ما قبل الأخيرة






(18)



كمال


عندما ننتقل


من الفضاء المستقيم


حتى النقاط البارزة


من السرير حتى الشارع


من التابوت حتى النافذة


آه من جديد


هذا الشق على الشفتين


الذي عبره يتسرب العالم


مقسوماً


مستقيماً بشكل آخر


هذا العالم الممسوك بالأرض


بواجهات محالة المتعددة الألوان المليئة


بالمكانس الكهربائية بالبرادات بالراديوهات


بالمقاعد الكهربائية والأعلام






(19)




حـ - ر - ية


تقول مجدداً الكلمة نفسها


الكلمة العارية


تلك


التي عشت من أجلها


والتي متّ من أجلها


التي انبعثت من أجلها


كم من مرة؟


الكلمة نفسها


هكذا طيلة الليل


الليالي بأسرها


تحت الأحجار


لفظة بعد لفظة


مثل الحنفية التي تسيل


في حلم الظمآن


نقطة بعد نقطة


أيضاً وأيضاً


تحت الأحجار


الليالي بأسرها


كلمة تهجى على الأصابع


ببساطة


كما نقول أنا جائع


كما نقوا أنا أحبك


ببساطة شديدة


مثلما نستشق


أمام النافذة


حـ - ر- ية



________________



تشكل القصائد التسع عشرة، التي تحمل عنوان "رؤية من الفضاء" الجزء الثالث من كتاب يحمل عنواناً رئيسياً، "غراغنده" كتبه يانيس ريتسوس في بداية السبعينيات، وقد تشكل من قصيدتين طويلتين، الأولى بعنوان "غراغنده"، والثانية بعنوان "الناقوس"




ترجمة وتقديم: اسكندر حبش



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)