الموضوع: من وحي الجفن
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
20

المشاهدات
10623
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,272

+التقييم
0.64

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
01-31-2011, 09:00 PM
المشاركة 1
01-31-2011, 09:00 PM
المشاركة 1
افتراضي من وحي الجفن
من وحي الجفن

صَدَفَة تفتح بواباتها لنرى في داخلها اعتناق لؤلؤتين ، روحين ، في حناياها تنبت الحنطة ، تنبع الانهار ، و يرتحل الغيم .
صَدَفة تستحيل العالم بأسره عندما تتخذ إهابٍا مغلفًا رسالة أُودِعت روحا، قلبا و فكرا
غيابات البعد تناوشتهما لكنها أبدا ما قدرت أن تنال من المكنون في الجوانح ، ما استطاعت أن تلمس كوكبا دريا يلتمع في سماء العشق يضيء بسناه دربا للقلوب المتعبة و موزعا الليلك في الدروب ، ناشرا العطر في الحنايا
في عالم نقي جدا ، شفاف جدا ، عالم لا يسكنه الدنس ، لافيه نصب و لا وصب
و لا تعب تلتقي الارواح التي أنهكها المسير
لا بد لكل روح عاشقة من روح معشوقة في لقاء تفاعلي تقرأها وتفهمها .
هنا يكون اليقين ، يقين العاشق بأنه سكن روحا لم يستطع أحد أن يسكنها من قبل و يسبر مجاهل صمتها و غاباتها الوحشية العذراء حيث تستلقي الحشائش هانئة في صمت الضحى عندما يزورها شعاع الشمس رقيقا ، لطيفا ، مشاغبا

هاملت.. أيها المعلق بين السماء و الأرض ، لا تقبلك المدارج و تضيق بك الأرض بما رحبت و يمل محبسك (الجسد ) منك..
هاملت ..أيها الجائل بحثا عن مدارج أغلقت أمامك كما استيقظت( صبح ) جارية الخليفة لترى أنه ليس ثمة باب و لا نافذة ...فقط هي الجدران المصمته الخالية من الروح
هاملت ...ابق عصفورا يجوب الآفاق ...يشرب من مؤق المزن و يتغذى من الشهب و النيازك ..ألا ترى معي الشرارات تلتمع في جوف الليل ...هذه الشرارات هي قلب دانكو* ...هذي الأطياف هي لارا *التائه منذ الأزل

هل سمعت صوت الصمت يوما ؟ إذن انصت ..هاهو هسيسه يعلو شيئا فشيئا ليتسيد الكلمات
فيروز غنينا
" كنا نحكي بالوما
و نقول شرح يطول
لما التقينا لحالنا
نسينا شو بدنا نقول
"
صمت..صمت..
فكك الصمت حروفا و دلالات كما يتفكك الضوء إلى عناصره الأولية عندما يدخل أحد طرفي منشور ليخرج من الطرف الآخر سبعة ألوان هي الحياة.
و الأنثى قاموسها مختلف ...
الصاد ليست الصد إنما هي الصبا
الميم ليست المراوغة إنما هي المرح
التاء ليست التمنع إنما هي التدلل
و في رحلة تستغرق كل الحياة نتخذ الوجع زوادة نحملها على أكتافنا فتنثر رذاذها تسبله على الروح نارا مقدسة تشيل عنها الرمل و الحجارة ،تدخلها في زرقة العبارة و نقائها و جمالها
سابقتْ الطيور في الزقزقة في الأعشاش التي لما نفضت عنها إسار الوسن بعد ،
و سابقتْ شعاع الضوء الابيض قبل أن يلقي تحيته على الأشجار و الأنهار و الأزهار و الحشائش و الفراشات
سابقتْ الشروق و الغروب لتكون سيدة للضياء بحق
لتكون صانعة للأشواق و مفاتيحها ، صديقة للحزن و له تدق الأجراس
ضاربة أوتادها في عمق القلب في سفر تكوين أزلي خاص بها
في البدء كانت الأنثى ...
* قلب دانكو المحترق و لارا أساطير من الثقافة الروسية صاغها مكسيم غوركي في مجموعته القصصية الرائعة مولد إنسان