الموضوع
:
هكــــــذا عذبونــــي !!!
عرض مشاركة واحدة
01-31-2011, 02:32 PM
المشاركة
12
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
Feb 2009
رقم العضوية :
6405
المشاركات:
25,776
كان الوحيد من بين أخواته السبعة ..
وفي كل يوم .. كانت أمه تدهنه بالزيت وتمطّ قدميه لكي يطول وتراه رجلاً
لم يكن متفوقاً في دراسته من كثرة دلال أبويه
ولكنه كان متوقداً وطنياً .. حاد الذكاء .. عصبي المزاج قريباً إلى القلوب
فكل من كان يتعامل معه كان يحبه
كبر الصبي .. وكبر حب أخواته معه .. وكنّ يرينَ فيه الرجلَ الشهم الحازم
كان جل تفكير العائلة بأن يحصل على الثانوية العامة ليكمل الدراسة الجامعية وينتشل العائلة المعدومة من فقرها
والكل يتطلع إلى الشاب ويعطيه جرعة حماس ليتقدم
حتى وصل إلى التوجيهي ..
فصاح الجميع مرحى ... وهيئوا له كل الظروف لكي يدرس ويذاكر
وقدم الامتحان الأول والثاني وووو حتى وصل إلى آخر مادة مقررة
بعدها يتنفس الجميع الصعداء ويستعدون لانتظار النتائج ...
ولكن ..
في آخر ليلة من ليالي الامتحان ..
سهر الصبي حتى احمرت عيناه وأرهق بدنه .. فقد صار في فترة الامتحانات حريصاً
على إرضاء أبويه وأخواته .. فقد تولد لديه إحساس بالمسؤولية تجاه هذا الاهتمام .. فصار يواصل الليل مع النهار في الدراسة
وما أن طوى كتابه .. وغفت عيناه .. قامت الأم تتسلل برفق من غرفته لإطفاء الضوء حتى يهنأ الصغير بنومه ..
وعادت إلى فراشها تحيطه بكل آيات نزلت في الكتاب الكريم أن يحفظه الله ويوفقه ..
لم تمر سوى بضع دقائق .. فلم ترقأ العين بعد في غفوة هنيئة حتى كان الباب يطرق بشدة .. وجرس البيت يرن بشكل متواصل ..
صحا الجميع مفزوعاً تتقدمهم الأم .. تهز الأب ليصحو على هذا الازعاج ..
لم يعط جنود الاحتلال الذين كانوا يقفون بالباب فرصة لكي يفتح الباب .. بل دمروه برصاصهم
اقتحموا البيت وهم في كامل عتادهم وعدتهم سائلين عن الصغير ..
وبلا إذن ولا استئذان توجه أربعة منهم نحو فراشه وأيقظوه ببنادقهم ..
أنت أحمد ؟
فتح أحمد عينيه بصعوبة .. ولم يعط َفرصة للاجابة ..
هيا .. معنا ..
قيدوا يديه .. وربطوا على عينيه في سواد الليل .. وجرجروه أمامهم .. وهو خائر القوى متعب البدن والفكر .. ويردد مهلوساً آخر عبارات قرأها في كتاب التاريخ عن الثورة العربية الكبرى
في هذه الأثناء كانت البنات السبعة كل منهن تبكي بطريقتها الخاصة
أما الأم .. فهجمت عليهم حينما شاهدتهم يجرونه بشراسة تصيح :
ولدي .. أعيدوه لي .. لماذا تأخذونه مني .. غداً عليه امتحان ..........
وأجهشت بالبكاء وسلسلت أسئلتها ولم يجبها أحد
أخذوا الصبي إلى سيارة الجيب المعدة لنقله إلى جهة مجهولة .. وبدأوا يضربونه بأيديهم وبكعاب بنادقهم
وبأرجلهم ... والصبي لا يصدر عنه أي صوت خوفاً على مشاعر أمه المسكينة ...
غادرت سيارات الجنود فلم تكن واحدة فحسب .. بل كانوا أكثر من تسع سيارات وما لا يقل عن ثلاثين جندياً جاءوا كلهم لاعتقال الصبي !!!
استفاق أهل الحي على صراخ الأم وأصوات الجنود التي كسرت صمت الليل .. وجاءوا كلهم إلى بيت أبي أحمد يتشممون الأخبار بمنتهى الحذر ..
وبعد أن شقت الشمس الأفق عاد بعدها كل إلى بيته .. وبقيت عائلة أبي أحمد تكابد هم غياب ولدهم
في اليوم التالي راجع الأب الصليب الأحمر سائلاً عن ولده .. إلى أين اقتادوه .. ولماذا .. وما هي تهمته ؟
ولم يستطع أحد الاجابة على أي سؤال ...
وغاب الموضوع ستة أشهر ...
كان قد حكم عليه خلالها بالسجن الاداري .. وهذا ما يسمى بالسجن الاحترازي .. إذا كان المحكوم عليه
خطراً على دولة اسرائيل ..
عاد الصبي بعد هذه المدة غائر العينين .. مصفر الوجه .. ضعيف البنية
وبعد أن استعاد قواه شيئاً فشيئاً روى لأمه ولأخواته ما جرى معه خلال فترة غيابه
فقال :
..... يتبع
رد مع الإقتباس