أخذتنا الأيام عرضا وطولا
ثمّ في حضنها ننام طويلا
نقتل الليل في سبات عميق
والنّهار الجميل صار عليلا
آه من حسرة أتت في أناة
أبدلت حزنيَ الثقيل عويلا
يا صديقي وأيُّ يوم ٍ جميلٍ
جاءنا حاملاً نهارا جميلا
أبْصِرُ الجيل بانتهابٍ مشينٍ
لم يلامس في عمره مستحيلا
كل شيء يراه.... بين يديه
لو أراد النجوم ظلاً ظليلا
والحياة الحياة في خافقيه
يتمنى ؛ يعيش فيها طويلا
يتغنى بالطهر من كان رجسا
يطلب المجد في الحياة، كسولا
همهُ الليل والغواني وكأس
تُذْهبُ العقل تَخْرق التخييلا
مسرف بالقول والفعل خمول
لو رأى جندبا لفرّ خذولا
هكذا يصنع الرجال بقومي
من خمور وليس عنها بديلا
وصديقي الذي تجرّع مرّا
حسبه أنّه يعيش ملولا
يحتسي كأسها علقماً يتمنّى
لقمة الخبز ، قد تكون فضولا
يا له كم شكى وعانى سنيناً
جعلت ْجسمَه الرّهيفَ نحيلا
لا يساوي في عُرْفها أيّ شيء
أومتاع بها يكون جزيلا
كم حبيب له تذوّق طعما
في أسى واستبيح فيها قتيلا
إنّما الدنيا عنده شرّ دار
لا تلاقي في قلبه التبجيلا
عشق الحزن واكتوى بلهيب
من شجون قد صيّرته ذليلا
غارق في الأسى ودون انقطاع
لو مشى في الظلام ميلاً فميلا
غير أنّ الطريق فيها احتماء
لو وعى أمره وكان حمولا
وسرى باسما ً وحثّ خطاه
ومشــى خطوة وسار قليـــلا