الحياة فطرت على كدر ولا بد للسائر فيها من أن يذوق حلوها ومرها
وها أنا قد لقيت بعض ذلك فقلت معبراً عن حالي بهذه الكلمات
عفتُ الحياة وذقتُ فيها العلقما
وشربتُ من كأس المذلةِ مأثما
وغرقتُ في بحر الهوان ِوليتني
أبصرت ُ قُدّامي الطريق لأسلما
عانيتُ من شوك الطريق وكنتُ في
أسرار نفسي أن أكون معلما
مرت بيَ الآلام تسخرُ من غدي
وتُذيقني صِبرا وأشربها دما
طعناتُها في القلب تقتلُ عِزتي
وتجرنيُ نحو الحضيض لأُعدما
ما كنتُ أعلمُ يا زمانُ بأنني
سأكون كُبشاً للفداء لِتسلما
كلُ الذي أدريه أن مصيبتي
نوعُ من التعذيب أورثني العمى
فمشيتُ من خلف الجنائزِ حائرا
ضاع الطريقُ ولم ألاقي سلما
كانت لي الأحزان ُقِبلة عابدٍ
ففرشتُ سجادي هناك مُيمما
وقرأتُ فاتحةَ الكتابِ وأَعلنت
نفسي الحدادَ على فؤادٍ أُعدِما
لم يكترث يوما بدعوة مصلحٍ
بل سار في غيٍ هناك وهمهما
جاء المصير وكان في غفلاته
متساهلا ومفرِّطا متبرِّما
يا راحلاً هذا فؤادي عندكم
مثل الأمانة صنته فتكرما
فلتحفظِ العهدَ القديم وكن به
مترفقا متلطفا مترحما
الاربعاء 8/2/1432هـ