الموضوع: جمرة غضا
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
14

المشاهدات
6496
 
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي


علي بن حسن الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,762

+التقييم
0.32

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
الرياض - السعودية

رقم العضوية
7494
01-27-2011, 02:18 PM
المشاركة 1
01-27-2011, 02:18 PM
المشاركة 1
افتراضي جمرة غضا
وماذا عنها؟!
ماذا عن الحب الذي كان، والشوق الذي كان؟
ماذا عن الزمان؟ والزمن؟ ووقت قضيناه معا، إنسان مع إنسان؟
هل كانت تصوغ الحب على لذّات الشوق، وتفرش الورود على هبات العطاء المتناثر هنا وهناك، إلا في حقل رجل أنهكه طول الانتظار، وأرهقته سنون الجدب؟!
لا استثناء، ولا دخان من غير نار أحرقت الأخضر قبل اليابس، واليابس أقسى من أن يحترق..عشقتْ الفتات المنقطع على القليل الدائم..
ما أسوأ العثرات البطيئة، والخلجات البطيئة، وكل شيء بطيء !!
عجلة الزمان تدور في فلك غير فلكنا، وأيامنا سارت في غير أفلاكها التي خططنا لها، وخطط الآخرون لها أيضا !
لماذا كل هذا التخطيط الوقتي البطيء في حناجرنا الشاحبة، ووجوهنا قد شاحت عنا، وأعرضت عن النظر إليها... وإلينا !
هي وجوهنا.. نعم ! هي وجوهنا.. تحسسنا ملامحها، عرفناها، ألفناها، كتبنا من تصفحها خلجات مشاعرنا، وألّفنا فيها مئات القصائد، كي نرسمها في صورتها الأجمل، والأبهى، في لحظات استبداد العقل بجانبه الأيسر، وهو في أمسّ الحاجة إلى الأيمن منه !
سأتوقف قليلا عن الركض حتى لا أتعثر مرة أخرى، وسأسافر مع نفسي أبحث عنها في صقيع الليل، أغني مع أبي نورة (جمرة غضا) أضمها بكفي،(برداااااان أبي الدفى لو تحترق كفي) !
ولكننا مجانين!
نغرف بأيدينا الجمر بحثا عن الدفء، ورؤوسنا منكشفة على المطر، وأيدينا أيضا !
فهل سمعتم بانكشافكم على أنفسكم من أجل مطر، وحب المطر، وأشواق تنام بعيدا عن محرك تشققاتها، وانتكاساتها، والسّحَر المضني، وبعد الغروب المتعجرف، المختال مع لون الشمس (البرتقالي) وقت الغروب، في خاصرة البحر، والصحراء، ومدن هجرت بدوها، وتمردت على حضرها، من الرجال والنساء، الذين أحبوا من أحبوهم حبوا، وعلى أرجلهم، وفوق هودج راحلتهم التي بادت وانقضت إلا من القطعان السيّارة للفرجة فقط؟!
لنعود من جديد، ومن أجل (جمرة غضا) نضمها، نسكنها راحة أيدينا دون أن تحترق، فبرودنا العاطفي لم تعد تؤثر فيه جمرة في لحظة ما ستنطفئ، وتصبح جزءا من البرود، منتحرة فيه بعد أن كان لهيبها هيبة في كفوفنا... التي مازالت.. ترتعش !

تقديري لكم جميعا.
أبو أسامة


زحمة وجوه وعابرين!