عرض مشاركة واحدة
قديم 01-25-2011, 12:51 AM
المشاركة 14
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





محمد جاد الزغبي ..
مررت ذات بدء سيدي على طرحك في عجالة حيث كنت أتحسس بحدقي رؤوس الأقلام لأصل إلى الجوهر والمضمون ..
وأعيد الكرة اليوم ولكن بتأني أشد .. لألم بأبعاد الفكرة التي أردت مناقشتها ضمن سياق مقالك الرائع ..
ولعل أول ما لفت انتباهي هو المقولة التي جعلتها مدخلا لحديثك عن الثقافة والفكر ..
والحقيقة أن عبارة جويلز القائلة : "كلما سمعت كلمة مثقف .. تحسست مسدسي ".. قد استحوذت على انتباهي لدرجة قصوى ..
حتى أنني وقفت لديها مطولا في محاولة تسخيرها وربما تعميمها لما يجري اليوم من تناقضات فكرية وثقافية أدت بنا إلى الشتات والحيرة ..
وبالطبع لن أنسى قبل التطرق إلى إحدى هذه المعضلات الوخيمة في أن أشيد بقلمك الراسخ وفكرك الراقي الذي جعل للقضية بعدآ آخر حيث أسهبت فيه بانطلاقة رائعة .. ثم سأحاول أن أجتهد بما ستظفر به ذاكرتي من مكنون الخبايا الفكرية للدخول إلى جوانب الموضوع وباختزال قد يعبر على نحو ما عما يجول بخاطري ..
وسأبدأ تحديدآ من القسم الرابع في طرحك المتعلق بمن سخر فكره لتبني أيدولوجيات غريبة وشعارات مستوردة لخدمتها والترويج لها ..
حقيقة أن هذه الظاهرة لطالماأثارت حفيظتي بشدة وذلك لما آل إليه حال بعض أصحاب الفكر المتحرر والمتجرد من أي تقنيات أيدولوجية أو أخلاقية ..
أولئك الذين أقصوا الثوابت .. وهمشوا الرواسخ العلمية التي قامت عليها نهضتنا التاريخية من أجل أهواء .. وشعارات حملوها بكل عزم كي يهدموا بها ما تبقى شموخ لهذه الأمة ..
أذكر أنني خضت حوارا مع شخصية من ضمن الأسماء النسائية المرموقة فكريا قبل مدة , حيث كان محور الجدل الدائر بيننا يدور حول الأسباب التي أدت إلى تراجع الفكر العربي والإسلامي
على الساحات الدولية وبالتالي نضوب معايير المنافسة بين عمالقة الفكر والثقافة .. وكذلك تدهور الحضور العلمي على كافة الأصعدة ..
فكان أول عبارة تفوهت به محدثتي أن قالت :
" أجل .. السبب في ذلك يعود إلى حرص بعض الأقلام على تطويع الثقافة العامة من خلال الدعوة إلى الأيدولوجية الإسلامية
التي تسببت بانهيار الأسس الفكرية والإبداعية الحضارية الآنية والتي أعتبرها غير ملائمة لها ألبتة لأنها جاءت وليدة أزمان وقيم عفا عنها الدهر .. وجعلتنا نتراجع كثيرا إلى الوراء حيث أصبحنا في مكانة متأخرة من الركب الحضارة "
في الواقع صدمت لهذه القناعة أيما صدمة وحاولت بشتى الطرق التحاور معها بعقلانية من خلال استعراض النجاحات التاريخية للثقافة الإسلامية عبر الزمان ..
ولكن دون جدوى .. فلا هي اقتنعت بوجهة نظري .. ولا أنا ارتضيت من قولها ما أثار حيرتي واستهجاني ..
المشكلة سيدي .. حين يتبنى أمثال هؤلاء مسؤولية التثقيف بين الأجيال الحالية ويبثوا قناعاتهم الملوثة من خلال التنظير لشعارات لا تمت لفكرنا بصلة ..
هنا تقع الكوارث ..وتتهدم المثل والأخلاقيات .. ويعم مجتمعاتنا الفوضى الفكرية والأخلاقية من جراء ذلك ..
وقد صدق المصطفى عليه الصلاة والسلام في قوله :
«ان أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان»
سلام عليك فاضلي كيفما شئت ..