عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4210
 
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي

د/ محمد الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
141

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة

رقم العضوية
5683
01-24-2011, 12:11 AM
المشاركة 1
01-24-2011, 12:11 AM
المشاركة 1
افتراضي حرق الأرواح والأجساد لرفع الظلم عن العباد
لا أدري كيف ينام الحاكم ، ومحكوموه جياع .؟ وكيف ينعم الحاكم بالمال ومحكوموه تحت وطأة الفقر .؟
ما حدث في تونس الخضراء أمر لا يكاد يصدق ، وكأن وسائل الإعلام كانت مغيبة عن تونس وغيرها من البلدان العربية ، أهو تكميم أفواه؟ أم أن تلك الأقلام لا تجرؤ على كتابة حرف واحد ليقال الحق لسبب أو لآخر ؟ وهل أصبحت وسيلة حرق الأجساد هي الوسيلة الوحيدة التي توصل معاناة الشعوب إلى حكامها .؟ الغرب تارة يضحك ، وتارة أخرى يتفرج وكأنه أمام فيلم يروي لنا ما جرى من بطش في عصور تحدثت عنها القصص والروايات الخيالية ، والتي قد لا يصدقها العقل في زمنٍ بات نور العلم يشعّ داخل كل بيت من بيوت هذه المعمورة ، ولم يعد للظلم مكان بين من تولى أمر الأمة . الآن تأكد الغرب ، والعالم بأسره أن أمتنا العربية لازالت تحت وطأة القهر والفقر إلاّ من كان في أحضان حاشية الحاكم ، و تأكد القاصي والداني اليوم أن عالمنا العربي لا يزال يعيش تلك العصور المستبدة والانتهازيّة لحقوق شعوبها ، وأن المحسوبية ، وانعدام الضمير كانت لهما اليد الطولى في قهر تلك الشعوب المغلوبة على أمرها ، وما حدث في تونس ما هو إلاّ أنموذج لتلك الشعوب المقهورة .
تسارعت بعض تلك الحكومات في تقديم بعض الهبات والعطايا ، وكأن الفقر لأول مرة يدب بين أفراد تلك المجتمعات . استشرت عدوى حرق بعض الأجساد لدى شباب بعض البلدان الأخرى لعل وعسى ، لكن هيهات لقد فاز بها عُكّاشة ، والكل أخذ الحيطة والحذر مع تلك الهبات التي سمعنا عنها . رغم حرمة ذلك السلوك إلاّ أنه نتاج سنين من القهر والحرمان من خيرات بلدانهم بل وصل الحد إلى مضايقتهم في عيشهم ، ومصدر رزقهم ، ومن يعولون ، و أصبحت حكرا على الحاكم وحاشيته من حوله . كل هذا أصبح معروفا لدى الجميع ، لكن هل تداركت تلك الحكومات ما قد يحدث .؟ وهل نعتقد أن هذا الأسلوب القهري ، والتعسفي سيستمر طويلا ألم يقل عزوجل : {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" رواه مسلم.