عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2011, 05:02 PM
المشاركة 32
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قَلَقُ المَليحَةِ وِهْيَ مِسْكٌ هَتكُها.....ومَسيرُها في اللّيلِ وهيَ ذُكاءُ

أسَفي على أسَفي الذي دَلّهْتِني..........عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَليّ خَفَاءُ
وَشَكِيّتي فَقْدُ السّقامِ لأنّهُ..............قَدْ كانَ لمّا كانَ لي أعضاءُ




يقول طه حسين أن البيت الثاني هنا توضيح وتفصيل وإطناب للبيت الأول، ولكن فيه تعميما ليس في ذلك البيت. فالمليحة قلقة فيما تدبر من أمرها ، لأنها مسك ينم عليها نشرها، وشمس يفضحها ضوءها وإن سرت بليل.
أيضا انظر إلى البيت الثالث الذي ذهب الشاعر فيه مذهب المتصوفة الصريح حين يلوون الألفاظ عن أساليبها الطبيعية الظاهرة. فالشاعر يأسف على أسفه الذي هو محقق، ولكنه لا يعمل به لان صاحبته قد دلهته عنه وأذهلته. بما يحدث في نفسه من أثر. والشاعر يؤكد لنا هذا المعنى تأكيد في البيت الرابع الذي ينبئنا فيه بأنه لا يشكو السقام، وإنما يشكو فقد السقام ذلك انه كان يحس السقم حين كان له جسم يمسه السقم وتلم به الآلام. فأما وقد أفنى الحب جسمه وأعضاؤه فهو لا يشكو سقما ولا ألما وإنما يشكو شيئا أبلغ من السقم والألم وهو العدم الذي يمنعه أن يحس سقما وألما. ويضيف طه حسن ..وتصور أنت شاعرا يجد نفسه ويشعر بها، ويعلم أنه معدوم ويشكو من هذا العدم. ولكن لا تنس أن شاعرنا يقدم هذا الكلام بين يدي مدحه لرجل من المتصوفة فهو يصطنع له مذهب المتصوفة في الكلام والتفكير أيضا.