الموضوع: للرجال فقط !
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
5872
 
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي


علي بن حسن الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,762

+التقييم
0.32

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
الرياض - السعودية

رقم العضوية
7494
01-21-2011, 10:13 PM
المشاركة 1
01-21-2011, 10:13 PM
المشاركة 1
افتراضي للرجال فقط !
نسخر من الحياة المريضة بين أيادي قلوبنا العملاقة في صخب الألم، واحتضان الصخب، وممارسة الرذيلة في ظلام الظلام، حينما تكون الخفافيش سابحة فوق العنق العربيد، ووجه نبتت في ملامحه عناقيد الشر المتمكن من نصف الزمان وكل عثرات المكان..
نقف بين أوراقنا المبعثرة في أدراج الرياح، وفوق أرفف الجدران الهمجية ومقابض الأبواب المعدنية..
كل ذلك - فقط - لأننا نختنق ألما واضطرابا ونحيبا وشوقا، وعشقا أيضا !
عشقٌ قيّد المستحيل، وتوغل في جسدنا زمهريرا يطأ أنفاسنا تحت سقف الجحود الممتد من الجدار إلى الجدار، ومن الوريد إلى الوريد، في خطوات ناعمة لحصار قلب أنثى في قلب رجل في قلب أنثى..
كفنوني أيها العابثون؛ فقد أعلنت وفاتي، واتركوا يدي بلا كفن، وقلبي ممزق النبض بين أصابعي، يغرس في جوفه حبر الانهزام وراية التحدي المزيفة..
كلكم كذلك أيها الرجال !..
تلعنون امرأة الحب مئة مرة، وتعشقونها "مئة" ألف مرة !
تظهرون التصبر والجلادة، وتبكون فوق الظلام بقايا عطرهن الذي تدثرتم به حتى زكمت أنوفكم..
أظافرهن مغروسة في شريان أكبادكم، وأنتم تعربدون فوق نحورهن..
أشقياء، أغبياء، تعساء، سعداء..
متهالكين أراكم.. مترددين، متعثرين، متناقضين، مستبعدين، مستعبدين.
هل تعلمون؟!
سأقف غدا أمام سحابة صمتي كي أهجو صمتكم، وألعن كبرياءكم، وأصفق طويلا طويلا لكرامتكم المهدرة، و...أموت !!
احفروا لي خندقا صغيرا أموت فيه بقية "حياتي" !
زوروا خندقي الذي حفرتموه صباح مساء.. أحضروا لي ورودا حمراء لم تبك على يدي رجل قط، ولم تعانق نحر امرأة قط !
ضعوها تحت قدمي حتى يقال عني رجل سعيد، ذكي، غبي، أنيق يدوس احمرار الورد بنعليه غيرة من الشوك الوردي، وخوفا منه !
كلنا معاشر الرجال نحب اللون الوردي، والشوك الوردي، وكل شيء وردي !
نتألم حتى نَبكي ونُبكي من حولنا. ونفرح حتى تتفتق خدودنا، وتزرق شفاهنا، وتدمع أعيننا، ثم نطيل الصمت، والبكاء، ونتحسر على أنغام حرقة الكبت المكلوم..
للرجال فقط ! أبوح بحب امرأة، وعشق امرأة..
أعلن حدادي احتراما لها، وشوقا إليها..
أكتب من قطرات دمي بعضا من بعضي، حتى ألتحف كلي دفئا وحنانا من فم الشيطان، وألعنه بعدها !
أستيقظ مع أحلامي، أجلس قريبا منها، أرتب شَعرها، أنفض غبار كلماتي على شفتيها العطشى للكلمات، وللأحلام، وترتيب الشعر أيضا !
للرجال فقط !
استيقضوا مع أحلامكم، شاركوها صباحاتها كل شيء يمنح لها الدفء والحنان والأمان، ويشعرها بالحب الذي نجهل تعابيره وتعبيره، والعشق الذي لم يعد ممنوعا !

تقديري لكم جميعا.
أبو أسامة


زحمة وجوه وعابرين!