عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4064
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
01-19-2011, 09:48 PM
المشاركة 1
01-19-2011, 09:48 PM
المشاركة 1
افتراضي الروايـــــــة



الروايـــــــة



الرواية novel roman نوع من السرد النثري التخييلي fictional الطويل والمركب complex. وهي تتعرض لأحداث تقع في نطاق تجارب الحياة العادية للناس وتتجنب ما فوق الطبيعي؛ وتكون قصص الناس فيها أصيلة، لا تقليدية ولا خرافية. وتشمل حبكة plot الرواية عدداً من الشخصيات الرئيسية والشخوص الثانوية، ولا يكون هؤلاء عادة من العظام أو الأبطال، بل على النقيض من ذلك غالباً. وفي معظم الأحيان يلجأ كتّاب الرواية إلى لغة تقارب مستوى الحديث اليومي، وقد يستخدمون عاميات ولهجات معينة.


والرواية بهذا المفهوم ظهرت في حضارات متعددة وهي حديثة العهد نسبياً، إلا أن التجربة الروائية تعود إلى القرون الأولى بعد الميلاد في روما اللاتينية، بوصفها نوعاً أدبياً مستقلاً عن الملحمة والشعر، وأشهر نماذجها «ساتيريكون» Satyricon (القرن الأول الميلادي) للكاتب بترونيوس Petronius الذي سخر فيها من محْدثي الثراء؛ ورواية «الحمار الذهبي» (القرن الثاني الميلادي) للكاتب أبولِيوس Apuleius؛ ورواية «الحكايات الأثيوبية» (القرن الثالث الميلادي) للكاتب هِليودوروس Heliodorus، وأحداث العملين الأخيرين خيالية مجنحة، ولكن يُجمِع معظم النقاد على أن أهم عمل روائي بالمفهوم الحديث هو «حكاية غِنجي» (نحو 1000م) The Tale of Genji للكاتبة اليابانية موراساكي شيكيبو Murasaki Shikibu التي كانت وصيفة الإمبراطورة أكيكو Akiko.


ففي لغة يابانية راقية متحررة من المؤثرات الصينية تستكشف الكاتبة التحولات النفسية العميقة الناتجة عن تجارب حب لدى مجموعة من العشاق الأرستقراطيين وعبر عدة أجيال.

وفي الصين المجاورة تأخر ظهور الرواية بضعة قرون، وكانت قريبة من التصوير التاريخي لمرحلة زمنية محددة، كما في «حافة المياه» Water Margin للكاتب شيه ناي ـ آن Shih Nai- an الذي عالج مصائر بعض من قُسِروا على الخروج على القانون إلى حياة الصعلكة؛ وكما في «ثلاث ممالك» Three Kingdoms للكاتب لو كوانتشونغ Lo Kuanchung الذي عالج مسائل الحرب وأخلاقيات الفروسية، وكلا العملين من القرن الرابع عشر. وفي القرن السابع عشر وصلت رواية الحياة اليومية وعلاقات الحب إلى ذروتها في «حلم الحجرة الحمراء» Dream of the Red Chamber للكاتب تساو شان Ts‘ao Chan.


وبمعزل عن خصوصية تطور الفن الروائي في آسيا، تعد رواية ثربانتس «دون كيخوته» Don Quixote نموذجاً عن تكامل سمات الرواية الأوربية ومكوناتها شكلاً ومضموناً، ولاسيما أنها قد صيغت لمعارضة روايات الفروسية والحب العذري الخيالية النثرية romance التي راجت في أوربا أواخر القرن الخامس عشر وأوائل السادس عشر، مثل رواية «أماديس دي غاولا» (1508) Amadis de Gaula للكاتب غارثي رودريغث دي مونتالفو Garci Rodriguez de Montalvo. وفي هذا السياق استفاد ثربانتس إلى حد كبير من واقعية روايات الشطار والعيَّارين picaresque وسعة أفقها، كما في الرواية المجهولة المؤلف «لاثارييو دي تورمِس» (1553) Lazarillo de Tormes.

واستثمار ثربانتس لكلا العنصرين، الخيالي والطبيعي معاً، قد كشف في روايته عن الطبيعة المتناقضة للرواية بمفهومها الحديث، إذ أنها تزعم من جهة أنها تنقل الواقع الراهن بأمانة، وأنها من جهة ثانية تعارض التلفيق الخيالي. وواقع الحال هو أن الرواية الحديثة مبنية على سلسلة من الأحداث يبتدعها المؤلف، الذي يتخيَّل ظروفاً حياتية جديدة كالتي يمر بها القراء عادة، ويبتكر شخصيات يجد القراء أفعالها ومشاعرها مسلية إن لم تكن آسرة. وهذه عملياً هي أحد أساليب خلق روعة المادة المعروضة في السياق الروائي، وذلك بالإيحاء بالتضاد بين ما يبدو الأمر عليه وما هو عليه في الواقع، أي بين المظَهر والمخبَر.


ثم إن الرواية تعرض تشابك الأحداث والشخصيات وتعقيدها من وجهة نظر محددة، أي من الزاوية التي تُروى القصة منها. ومن ثم فإن الرواية هي الشكل الأدبي الذي يوجِد حالات الالتباس ambiguities الجوهرية لسرد قصة ما، في حين تتجاهلها الأشكال السردية الأخرى كالملحمة epic والحكاية الخرافية fable والحكاية الفروسية الخيالية.

ولما كان الروائيون يرغبون في استفزاز القارئ لمساءلة قراره حول ما هو حقيقي، فغالباً ما تقدم الروايات قصصاً خادعة عن مصادر ملفقة؛ فقد زعم ثربانتس مثلاً أن روايته «دون كيخوته» ليست إلا ترجمة عن أصل عربي. وبما أن الرواية تطرح أسئلة حول مدى «صحة» الطريقة التي تُرى بها الأشياء، فإن أحد تصنيفات الرواية المفضل لدى النقاد من حيث التعريف هو أنها «وجهة نظر سـردية» narrative point of view.



يعزو معظم الباحثين في الأدب ظهور الرواية ورواجها في أوربا اجتماعياً وتاريخياً إلى بروز الطبقة البرجوازية المدينية اقتصادياً وسياسياً في أواخر عصر النهضة ونجاحها في الإمساك بمقاليد الحكم، بصورة غير مباشرة، وفرض إرادتها ومُثُلها في معظم الدول الأوربية، وهذه الطبقة المتعلمة والمنتجة هي التي أنجبت أكبر عدد من القراء، ولاسيما القارئات، وأكبر عدد من الكتاب الروائيين أيضاً. كما يرى الباحثون أن الرواية تجمع في وقت واحد بين عدة عناصر، مع اختلافها في الأهمية نسبياً باختلاف أنواعها التي ظهرت في سياق تطورها تاريخياً في أوربا، وهذه العناصر هي:


الحدث event، وهو الذي تزداد أهميته في رواية المغامرات adventure، والرواية البوليسـية detective story، ورواية الرعب gothic novel، ورواية العجائب fantasy.


التحليل النفسي psychoanalysis ويسود في الرواية التحليلية psychological novel، ورواية السيرة الذاتية autobiographical novel، التي تسير في صيغة اعترافات من المؤلف، والرواية التي تكتب في صورة رسائل متبادلة epistolary novel.


تصوير المجتمع sociological-panoramic، الذي يسيطر على الرواية التاريخية historical novel، ورواية المغامرات التي يقوم بها الهائمون على وجوههم، والروايات التي تصور حياة الفلاحين أو أي طبقة أخرى من الناس sociological novel، والرواية التي تصف عادات الأسرة أو العادات والتقاليد في أحد العصور novels of manners.


تصوير العالم الخارجي، ويُهتَم به أكثر في الروايات التي تدور حوادثها في بيئات غريبة عن القارئ العادي، أو تلك التي تجري حوادثها عبر الكرة الأرضية.


الأفكار، ويبرز هذا العنصر في الروايات ذات الهدف التعليمي Bildungsroman التي ازدهرت في ألمانيا القرن التاسع عشر، عن طريق القصص الأمثولية parabolic أو تمثيل الحقائق العلمية في رواية الخيال العلمي science fiction أو الدفاع عن أفكار أخلاقية أو فلسفية أو نقد المجتمع.


العنصر الشاعري lyrical ويسود الروايات العاطفية sentimental novel.


وللرواية أربع سمات رئيسية تميزها من الأجناس الأدبية الأخرى، وهي:

شكل أدبي سردي يحكيه راو أو رواية أو مجموعة رواة، فقد يكون الراوي هو المؤلف نفسه، أو شخصية تنوب عنه في تصوير الأحداث والشخصيات، من دون أن تتدخل في السياق، أو قد تكون الشخصية الرئيسية الفاعلة. وقد تتناوب شخصيات الرواية على القيام بدور الراوي، مما يعدد زوايا رؤية حدث بعينه ويغني إسهام القارئ في التوصل إلى الحقيقة التي ينشدها.


الرواية أطول من القصة والأقصوصة وتغطي مدة زمنية أطول ويشارك في أحداثها عدد أكبر من الشخصيات، حسب النوع الروائي.


الرواية تعتمد على السرد نثراً، لا شعراً، علماً بأن العمل الروائي الواحد قد يتضمن عدة مستويات لغوية، ما بين الوصف والتحليل على لسان أحد الرواة وما بين اللغة المستخدمة في الحوار بين الشخصيات التي قد تنتمي إلى خلفيات اجتماعية وثقافية ومهنية مختلفة.


الرواية عمل تخييلي بأحداثه وشخصياته، فهي تختلف بذلك عن التأريخ والسيرة الذاتية اللذين يستعرضان شخصيات وأحداثاً حقيقية.



ثمة روائيون يبنون رواياتهم على أحداث وشخصيات حقيقية من الماضي غالباً، أو الحاضر القريب، كما في الرواية التاريخية، لكن إبداعهم يكمن في تفسير الحدث وسلوك الشخصيات الفاعلة وفي أسلوب ربط العلاقات وتحليلها، بحيث يقدم صورة موازية للواقع التاريخي من دون أن تتطابق معه بالضرورة، فالروائي ليس مؤرخاً، ولذا فإن الرواية عمل أدبي من نسج خيال المؤلف، سواء جزئياً أو كلياً.


إذا كانت رواية «غارغانتوا وبانتاغرويل» للفرنسي رابليه، ورواية «دون كيخوته» للإسباني ثربانتس قد عَرضتا في مدة متقاربة، صورة تفصيلية عن انهيار عالم الإقطاع القروسطي، وعن بزوغ العلاقات البرجوازية، بأسلوب واقعي وفانتازي في آن معاً، فقد عادت رواية الفرسان النبلاء في فرنسا القرن السابع عشر إلى تقاليد «أماديس دي غاولا»، وتجلى ذلك بوضوح في أعمال مادلين دي سكودري Madeleine de Scudéry الفرنسية سواء في الموضوعات أو الثيمات.


وفي الوقت نفسه برز من إسبانيا التيار المعارض، وذلك في الصيغة المتطورة لرواية الشطار والعيَّارين، التي تطرح من منظور شعبي صورة البطل النقيض antihero الطالع من قاع المدينة في علاقاتها الجديدة المنبثقة من صراع المصالح بين البرجوازية الصاعدة والإقطاع المتقلقل، كما في رواية «تاريخ حياة بوسكون» (1626) Historia de la vida de Buscón للكاتب كيبيدوس Quevedos التي ترجمت آنذاك إلى لغات أوربية عدة، وصارت نموذجاً يحذو الروائيون حذوه. وفي إنكلترا أسس توماس ناش لتقاليد رواية الشطار والعيَّارين بروايته «المسافر السيء الحظ» أو حياة جاك ويلتون» (1594) The Unfortunate Traveller; or The Life of Jack Wilton.


يتبع
.
.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)