عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2011, 10:35 AM
المشاركة 160
سلطان الركيبات
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (4)


المُجسَّدَة




النايُ يسبِّحُ والمِزهرْ
وقوافٍ من وادي عَبْقَرْ
وطُيوفُ الأمسِ تحاصرُني
باللون الأسودِ والأحمرْ
* * *
عتَّقتُ الخمرَ بأوردتي
وشربتُ دمائيَ كي أسكرْ
فكؤوسي قافيةٌ ظمأى
تستنزِفُ شرياني الأبهرْ
مازلتُ أعاقِرُها حتى
أدمنتُ حروفاً لا تُذكرْ
فسموتُ إلى الملأِ الأعلى
بجنانِ الخُلدِ إلى الكوثرْ
أتوضأُ .. أغسلُ أدراني
أتطيَّبُ بالمسكِ الأذفرْ
وأَلُمُّ شتاتي مُؤتزِراً
بشعاعٍ من أملٍ أخضرْ
فيحاصرُني وجعُ الماضي
وهمومُ الحاضرِ في المِئزرْ
أتُراني أحلمُ أم أنِّي
ما زلتُ على وجعي أسهرْ
* * *
يا بنتَ خيالي لا تَدعي
بركانَ جحيميَ للمحشرْ
لا ترمي أوراقَ الماضي
بسلالكِ في جوٍّ أغبرْ
فأنا ما زلتُ نديمُ هوىً
صوفيَّ المورِدِ والمصدَرْ
وأنا ينبوعُ عطاءاتٍ
في ليلكِ أسطعُ كالجوهرْ
أتلوَّى من وجعِ الذكرى
وجراحي تولدُ لا تُقْبرْ
أتناثرُ دُرَّاً ينظِمُني
خيطٌ من نورٍ لا يُكسَرْ
وأصوغُ السحر وأسكبُهُ
وأصونُ السِّرَ ولا أجهرْ
وأُداوي القلبَ وأَصبغُهُ
باللونِ الأسودِ والأحمرْ
فضفافُ جراحي قد كَفرتْ
باللونِ الأسودِ والأصفرْ
* * *
عشرون ربيعاً فاتَتْني
عشرون ربيعاً لا أكثرْ
عشرون ربيعاً أرسِمُها
بالنورِ على الشفَقِ الأشقرْ
عشرون ربيعاً ما كبُرَتْ
حلقاتُ العمرِ ولم أكبَرْ
* * *
يا فجرَ شحوبٍ يطلقهُ
خوفي من آتٍ لا يُقهَرْ
خوفي من ذنبٍ يقلقني
في يومِ حسابٍ لا يُغفَرْ
من وحشٍ يفترِسُ الماضي
من عقربةٍ تُخفي خنجرْ
تمشي لا تهدأُُ لا تُلوي
إن ضاعَ العمرُ ولم أظفر
تمحو دقاتُ ثوانيها
عمري المكتوبَ ولا تفترْ
* * *
يا بنتَ خيالي يا قَدَراً
يَخْفَى عن عيني لا يظهرْ
أهواك أُجدِّدُ أيامي
يا أجملَ حلمٍ يا أنضرْ
أهواكِ وأكتُمُ أشواقي
وأخافُ من الفزعِ الأكبرْ
* * *
عيناكِ وحسبي أنَّهما
كأسان بخمرِهما أسكرْ
عيناكِ وخوفي يتركني
أتوجَّسُ من طرْفٍ يسحر
فتعالَي ذوبي في كَبِدي
يا أحلى من قطعِ السكرْ
* * *
يا بنتَ خيالي لا تَدَعي
ستينَ خريفاً لا تُعصَرْ
بخيالي أنتِ مجسَّدَةٌ
شلالَ ضِياءٍ بل كوثرْ

3/4/1998
أخي عبدالسلام
سلام الله عليك
لقد وعدتك أن اقرأ لصديقك وأستاذك وأستاذي بحق
الشاعر العظيم محمد حسن المنجد
بحق واقعه يشبه واقعي
رغم أن تجربته الشعرية طويلة
والله يعطيه طولة العمر والصحة
هذه القصيدة التي اقتبستها هنا
راقت لي حد الأدهاش
بحق أنه شاعر ويتفوق على من ذكرت لنا من شعراء
أعطاهم الإعلام أكثر من حجمهما
أمانة أحملها لك أن تسلم على شاعرنا الجميل المحبط
وأن تقرأ عليه قصيدتي اعتزال
أود أن أسمع رأيه وأن أقول له يا سيدي الشاعر
لا نبي في بلده
لقد جئنا في عصر لا يعرفنا ولا نعرفه
مودتي لك وله
ولي عودة مع باقي نصوصه

الشعر ما أوجع وأمتع