الموضوع
:
عش رشيد الميموني الدافئ
عرض مشاركة واحدة
01-18-2011, 07:18 PM
المشاركة
5
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Dec 2010
رقم العضوية :
9563
المشاركات:
597
(2)
من عشي هذا و أنا أرقب الوادي الذي غلفه الضباب .. تعتريني أحاسيس مبهمة و السكون يحيط بي من كل جهة إلا من حفيف الأوراق أو زقزقة عصفور فاجأته ربما باقتحام هذا العش المقابل لعشه .. نظر إلي وهو يحرك رأسه الصغير متسائلا ربما عن هذا الغريب الذي تجرأعلى الدنو من مملكته أو على الأصح جمهوريته الخاصة ..
سعدت لأنه لم يفر من أمامي .. ربما لأنني جمدت في مكاني حتى لا أخيفه بحركة مني .. هل كنت محتاجا لأحد يؤنسني رغم أني كنت أهفو للوحدة أناجي فيها نفسي و أطلق العنان لأحاسيسي ؟.. كنت محتاجا لأعيش على سجيتي دون قيد .. أضحك .. ابتسم .. أبكي ..
أبكي ؟ .. ولم لا ؟ .. هل كلمة رجل تقف حائلا بيني وبين البكاء ؟ .. هل الدموع مقتصرة على الإناث ؟ .. ألا يبكي الرجال ؟ .. و إذا بكوا ، هل هو ضعف ؟ .. ولم لا يكون ضعفا مادام الباكي إنسانا .. أجد نفسي أترنم بصوت خافت أمام عصفوري الذي بدا و كأنه متجاوب مع ترنيمتي :
علمني حبك .. أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
ثم أسهو مع ترنيمتي و العصفور ماثل أمامي يتعهد عشه بالعناية اللازمة .. فيشجعني ثباته أمامي وعدم خوفه مني على أن استمر مترنما :
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
و أنا من قبلك لم أعرف مدن الأحزان
لم أعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان .
في لحظة .. اختفى العصفور .. ربما ذهب ليبحث عن قوت يسد به رمقه .. وجدتها فرصة للنزول من أعلى الدوحة حتى لا يعود و يطير بسبب حركتي . في نيتي أن آتي ببعض البر و أضعه في عشه ..
نزلت و شعور بالطمانينة يغزو فكري و جسدي .. نظرت إلى أعلى .. لأطمئن على عشي .. فوجدت العصفور هناك يطل علي بفضول .. ابتسمت ، ثم عدت منحدرا الجبل ..
رد مع الإقتباس