الموضوع: هي طفلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2011, 09:52 PM
المشاركة 17
جميل عبدالغني
أديب سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جلست تتأمل كتابا قديما من زمن الراحلين من عام لثمانية وأربعين وربما قبل أو بعد ببضع سنين حيث سطره جدها وحكا حكاية لطفلة هي طفلة وابتدأت الحكاية وقالت هي طفلة سكنت على مروج البحر اتخذت منه مخدعا وجعلت لها متكأً ليزورها طيفها وتغزل منه حكاية خيطت بحرف لها سنارة ورصاصه
تمشى الهوينى على أريجها فينمو غصن زيتون وترفرف عليه يمامه وتنبت يرقات وتولد زهرة من ياسمين وتحتضن اسم لشهيد له علامة
وتقف بالأفق تسترسل شعرها بأناملها وتداعبه ويصبح شفقا أضاء أمواجا كانت هناك تتهاوى كهندول طفل وتتغني بأغاني فيها ضحكة ..وبكاء.و ابتسامه
وترسل نظرها الأخضر من لونها الأخضر من حبات زيتون نمت وكانت منبع لمنارة تهتدي لها قلوب تحمل في وداخلها حرف كثيرة لتغزل منها رواية
هي طفلة نمت وترعرعت من دون أب أو أم وكانت فاتنة ومفتونة
فاتنة في وصفها في تقاسيمها بمسكها وياسمينها .
آه لو رأيتها لو تمعنت بتفاصيلها لو لامست جذوة من جيدها لأصبحت كأنك تغازل ألوان تجعل الفؤاد يلهث أمامه ليفديه لكي تطاء أرض وتزرع غصن من زيتون وتنسج اسم شهيد له مكانة
آه لو ترونها عين تناغي السماء والسحاب بجمالها ،وشعرها البراق يصهل بصهيلها، وروعة الجمال يكتسي بجيدها ،لونها الثلجي.. الفضي.. الفيروزي ..وشعرها المتموج بلون أطيافها، وترى من نقائها الماء، يتساقط من بلعومها ، حيرتني أناملها.. خطواتها.. نظرتها.. سكونها.. سكناتها.. ضجيج من خلخالها ،كم تطوى دروب الحياة بتمعنها، وتكحل ناظريها بشمعة أملها، آه لو وصفتها لم أبلغ جزءا من حيائها.