وَطنٌ لا تفْهَمُ معنَاهُ
وطنٌ كالمُبْهَمِ مغْزاهُ
وطنٌ إنِ جئْتَ لِتسْكُنَهُ
مَوتا يشْتَاقُ لتَلْقَاهُ
لا شعْبٌ يبْحثُ عنْ قدَرٍ
فالشعبُ تَهاوتْ يُمْنَاهُ
الكُلُّ زبانيَّةٌ صَاروا
والكلُّ يقدِّسُ مولاهُ
والكلُّ يضاجعُ مومسهُ
فالمومسُ صارتْ تقْوَاهُ
العاقلُ منْ لحقِ الدنيا
واختارَ الذلَّةَ مثواهُ
والكيِّسُ من جعلَ الدنيا
تيهاً وجحيماً يرعاهُ
وطنٌ بالإفْكِ تسيِّرُهُ
ذممٌ بالرشوةِ تطغاهُ
وطنٌ مسكينٌ ليس لهُ
إلاَّ الحمقى تتبنَّاهُ
أوغادٌ تشربُ من دمهِ
نخباً وتزيلُ مزاياهُ
عجباً للشعبِ لمَ اسْتَكنا
والذلَّةُ يرضى تغْشاهُ
الثورةُ بدّلَ معْلمها
صارتْ تأْريخا ننعاهُ
والجيل الذهبيُّ تهاوى
في متحفِ زيف صغناهُ
لم ْ نبنِ الأمْجادَ العليا
فالمجدُ سرابٌ عشناهُ
التافهُ يسْلِخُ جِلدتنا
وكثيرٌ منّا يهواهُ
قدْ صادرَ أصلَ ثقافتنا
واسْتنْسخَ جيلاً بالياهو
في غزّةَ أطفالٌ تلقى
في النّارِ تردّدُ أماهُ
الموتُ يلاحِقُهُم دوما
مرسومٌ نحنُ مضيْناهُ
القدسُ قدِ اسْتُلبتْ منَّا
والأقصى أيضاً بعناهُ
بغدادُ الحربُ تؤرِّقُها
والكلُّ يدنْدِنُ مغناهُ
النفطُ يرحَّلُ في علنٍ
للغرْبِ وندركُ نجواهُ
لمْ نحمِ معالمَ هيْبتنا
سنموتُ قريبا ربَّاهُ
وطن ٌ لا ظِلَّ لهُ أبدا
وهُراءٌ إن قدَّسْنَاهُ
أمَّتُنا البعضُ يمزِّقها
ويرسّخُ فينا منحاهُ
الجيلُ الصاعدُ غرّبهُ
جيلٌ بالموضةِ أغْراهُ
يا شعباً آمنَ بالقدرِ
مولاكَ الآنَ هوَ اللهُ
وطنٌ يحتاجُ لهندسةٍ
كي نصلحَ ما أفسدناهُ
**
شعر: بشير ميلودي
وادي سوف في: 25 أكتوبر 2010ُ