الموضوع
:
طول الأمل : سبب التقصير في كل خير
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
5
المشاهدات
6255
حنان آدم
مداد فكر
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
189
+
التقييم
0.03
تاريخ التسجيل
Aug 2009
الاقامة
مصر - القاهرة
رقم العضوية
7624
08-11-2010, 02:35 AM
المشاركة
1
08-11-2010, 02:35 AM
المشاركة
1
Tweet
طول الأمل : سبب التقصير في كل خير
ذكر
الإمام ابن الجوزي
رحمه الله في كتابه كيفية تلبيس إبليس على الناس جميعا بطول الأمل فقال :
كم قد خطر على قلب يهودي أو نصراني حب الإسلام , فلا يزال إبليس يثبطه ويقول : لا تعجل , وتمهل في النظر فيسوفه حتى يموت على كفره , وكذلك يسوف العاصي بالتوبة , فيجعل له غرضه من الشهوات , ويمنيه الإنابة كما قال الشاعر :
لا تعجل الذنب لما تشتهي .... وتأمل التوبة من قابل
وكم من عازم على الجد سوفه , وكم ساع إلى فضيلة ثبطه , فلربما عزم الفقيه على إعادة درسه فقال : استرح ساعة , أو انتبه العابد في الليل يصلي فقال له : عليك وقت .
ولا يزال يحبب الكسل
: ويسوف العمل , ويسند الأمر إلى طول الأمل فينبغي للحازم أن يعمل على الحزم , والحزم : تدارك الوقت , وترك التسويف والإعراض عن الأمل , فإن المخوف لا يؤمن , والفرار لا يبعث , وسبب التقصير في كل خير أو ميل إلى شر : طول الأمل , فإن الإنسان لا يزال يحدث نفسه بالنزوع عن الشر والإقبال على الخير , إلا أنه يعد نفسه بذلك , ولا ريب أنه من الأمل , وإذا مشى بالنهار سار سيرا فاترا , ومن أمل أن يصبح عمل في الليل عملا ضعيفا ومن صور الموت عاجلا , جد ّ . وقد قال عليه الصلاة والسلام : "
صل صلاة مودع
"
وقال بعض السلف
: أنذركم : "
سوفَ
" فإنها أكبر جنود إبليس , ومثل العامل على الحزم والساكن لطول الأمل , كمثل قوم دخلوا في سفر فدخلوا قرية , فمضى الحازم فاشترى ما يصلح لتمام سفره وجلس متأهبا للرحيل , وقال المفرط : سأتأهب . فربما أقمنا شهرا فضرب بوق الرحيل في الحال فاغتبط المحرز , واغتم المسوف المفرط , فهذا مثل الناس في الدنيا , منهم المستعد المستيقظ , فإذا جاء ملك الموت لم يندم , ومنهم المغرور المسوف , يتجرع مرير الندم وقت الرحلة , فإذا كان في الطبع حب التواني وطول الأمل , ثم جاء إبليس ييحث على العمل بمقتضى ما في الطبع , صعبت المجاهدة إلا أنه من انتبه لنفسه , علم أنه في صف حرب , وأن عدوه لا يفتر عنه , فإن فتر في الظاهر , أبطن له مكيدة وأقام له كمينا .
ونحن نسأل الله - عز وجل - السلامة من كيد العدو وفتن الشيطان , وشر النفوس والدنيا , إنه قريب مجيب جعلنا الله من أولئك المؤمنين .
رد مع الإقتباس