عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2011, 05:28 AM
المشاركة 53
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** " أنا آسف حتى ترضين "
كفي الهزيل يتسلق الفراغ بجموح رجفة لم أعهدها إلا وتسقط به على عيني ..
لم يتوقف صراخ الرعشات وما تجرأت أصابعي .. إلا بإزاحة دموع تجمهرت على مآقي بلثغ الحزن حارقة ..
ورهبة تهوي إلى قلبي .. حسرة .. بنسيج غير مرمم .. منكوش الوجع .. عابس الحزن ..
رهبة اتخذت من تضاريس صدري مفترش لتمارس تعسفها ..
أحداقي أطلقت صرخة لتوقظ الليل الذي التحف بعباءته السوداء وغرق في غطيط الصمت ..
فأطل برأسه الأسود من جدار المدينة وتمتم بامتعاض : دعيني .. فقد مللتُ أن أكون عدوكِ اللدود ..
أومأ ولا أنكسر .. فقط .. أنحني بأنظاري صوب وجهك الذي حملته على كفي ..
قلت لي :
" لا أصدق أن كل ما كان بيننا أصبح سراب "
لم تهدر قسوتك سيدي هباء , ورسائلك الممتلئة جنونآ قد أثقلتني سحبها وجعلت قلبي كأفق بغشاوة ضباب ..
ونبراتك حين تخلو من تفاصيل الكياسة ..تدوي في أركاني وتتأرجح مقتآ على ذاكرتي ..
" أنا آسف حتى ترضين "
أظافر ندمك تنهش عنادي .. وتجردني من لباس الشموخ .. فألتفت بكل الحنين صوبك ..
مزقتني شر ممزق .. كلما تملكتك العنجهية بأهواء صاخبة .. وهكذا تديرني إلى خطواتي الخلفية لأبتعد عنك ..
النزاع لم يخلق بيننا فجوة ولكن جفوة أينعت مرارة فتعملقت على حناجرنا ..
شطحتك نفثتها رماد ساخن على قلب جائع .. وبدن كفنته بالهزال فلم يعد يجيد الحراك ..
سطوتك .. ترتيل مهتوك الحرف شموخآ وأدعى لأن يبلل الصوت بشهقة جافة ..
أدس بالويل تحت كأسي المنسدلة قطراته بماء بات أسود لرمادية عطشي ..
أحاول أن أزج بك خارج قضبان نافذتي ..
ولكن طيفك يعبر شقوق بابي كظل لا يناكف الاذعان البتة ..
لم تتخلى عن هبوبك بإغراقة شوق .. حتى يتململ حيزي صوب سعف نخلة خاوية..
أعانق جزعها خشية الريح في عبورك ..
بأدق أبجدياتك في ناحية الشمال من صدري .. تنحت حرف أو أكثر فقط بزمرة تنهدات منك ..
الدال وحدة تلمظ المكث وتمدد على حنجرتي لا يبارح شفاهي ..
وكل ما يتمتم لي الهاجس ويوسوس بأن أشق غمارك بكذبة طازجة " أنا لا أريدك "
يستغرقني الكذب .. ويجمد جسدي أمام حنوك .. فلا أجرؤ على مقاومتك ..
حقيقة : لا أقدر على الانسلاخ عنك ..